وليحرص طالب العلم على كتاب الله -جلَّ وعلا-، وما يُعينه على فهم كتاب الله من النَّظر في التَّفاسير الموثُوقة التِّي كَتَبها أهلُ التَّحقيق، والنَّظر أيضاً في العُلُوم التِّي يُسمُّونها عُلُوم الآلة التِّي تُعين على فهم الكتاب والسُّنَّة؛ وليكُن حِفْظُهُ للقرآن وغيرِهِ من العُلُوم على الجَادَّة، فالقُرآن –مثلاً- يُخَصِّص ما يُريد حِفْظَهُ، والنَّاس يتفاوتُون، من النَّاس منْ رُزِقْ حافِظَة تُسْعِفُهُ لو أراد حِفْظ جُزء كامل من القُرآن، ومن النَّاس منْ لا يستطيع حِفْظ أكْثَر من آية، وبَقِيَّة النَّاس بينَ هذين، فيُحدِّد ما يغلب على ظنِّه أنَّهُ يستطيع حِفْظَهُ، أربع آيات، خمس آيات، عشر آيات، ثم يحفظ هذه الآيات، ويتعلَّم ما فيها من علمٍ وعمل، يُرَاجِع عليها ما يُناسبُ سِنَّهُ وتَحْصِيلَهُ من التَّفاسير التِّي تُعينُهُ على فهم هذه الآيات، فإذا انتهى من القرآن فإذا بِهِ قد انتهى من العلم والعمل، يَتَعلَّم، يَحْفَظ، يَفْهَم، يَسْتَنْبِط، يَعْمَل، كما قال أبو عبد الرحمن السُّلَمي: "حدَّثنا الذِّين يُقرِؤُوننا القرآن أنَّهُم كانوا لا يتجاوزُون عشر آيات حتَّى يَعْلَمُوا ويَعْرِفُوا ما فيها من عِلْمٍ وعَمَل"، وتَعَلَّمُوا العِلْم والعمل جميعاً بهذهِ الطَّريقة.