شرح العقيدة الواسطية (30)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تكملة للنصوص السابقة في الدرس الماضي، يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: قوله -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم رب السموات السبع والأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، خالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر نفسي»، اللهم رب: هذا نداء، منادى مضاف منصوب، رب السموات السبع والأرض ورب العرش العظيم، ربنا يعني: يا ربنا، ورب كل شيء يعني: ويا رب كل شيء، خالق الحب والنوى يعني: يا خالق كله نداء لله -جلَّ وعلا- ونداء الله -جلَّ وعلا- عند أهل العلم يسمى دعاء. منزل التوراة والإنجيل والقرآن هذه الكتب الثلاثة هي أعظم الكتب المنزلة، وإن كان الخلاف بين أهل العلم في المفاضلة بين كلامه -جلَّ وعلا- معروف، فلا شك أن القرآن أفضل الكتب المنزلة، وإن كان الجميع كلام الله، ومثل ما ذكرت الخلاف في المفاضلة بين كلامه -جلَّ وعلا- معروف بين أهل العلم، فهو باعتبار القائل واحد، لا مفاضلة بين سور القرآن ولا آيات القرآن باعتبار القائل؛ لأنه واحد، وأما باعتبار القول ومضمون القول لا شك أنه يتفاوت، لا سيما الآيات أو السور التي ورد فيها نصوص تدل على فضلها كسورة الإخلاص؛ من أهل العلم يقول: لا فرق بين سورة الإخلاص وبين سورة تبت؛ لأن المتكلم واحد، لكن هل الكلام عن الرب -جلَّ وعلا- مثل الكلام عن أبي لهب، وإن كان المتكلم هو الله -جلَّ وعلا- في السورتين؛ ولذا جاء فضل سورة الإخلاص، وأنها تعدل ثلث القرآن ما لم يجي نظيره في سورة أخرى، وجاء في فضل الفاتحة، وجاء في فضل آية الكرسي، وجاء في فضل آيات وسور مما صح عن النبي -عليه الصلاة والسلام- فدل على أن المفاضلة استنادًا إلى هذه النصوص صحيحة، هذا يقول به شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم، ومنهم من منع؛ لأنه ليس في كلام الله -جلَّ وعلا- فاضل ولا مفضول، ليس فيه مفضول، كله فاضل وليس فيه مفضول؛ لأنه يترتب على هذا التفضيل انتقاص المفضول، نعم إذا أدى ذلك إلى الانتقاص أو توهم الانتقاص يمنع في حق من يتوهم ذلك، يعني جاء في الأحاديث الصحيحة: «لا تفضلوني على يونس بن متى»، وجاء: «لا تفضلوا بين الأنبياء» أحاديث صحيحة في الصحيحين وغيرهما، ومع ذلك يقول الله -جلَّ وعلا-: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض}، هل نقول: إن الأحاديث مصادمة للآية؟ لا، الأصل التفضيل؛ محمد أفضل الخلق وأشرف الأنبياء وأعظمهم عند الله -جلَّ وعلا- وأعلمهم به وأتقاهم وأخشاهم لله -جلَّ وعلا-، ثم بعد ذلك الأنبياء على منازلهم والرسل، هذا لا إشكال فيه، والدلالة عليه ظاهرة من الآية ومن النصوص الأخرى، وأما النهي عن التفضيل العام: «لا تفضلوا بين الأنبياء» أو الخاص: «لا تفضلوني على يونس بن متى» فإنما هو عند توهم نقص المفضَّل عليه، فإن يونس على وجه الخصوص حصل منه ما حصل، مما يجعل بعض السفهاء يتطاول على تنقصه، وذُكر في كتب التواريخ وفي التفاسير أشياء إذا قرأها الإنسان العادي تأثر بها وانتقص هذا النبي الكريم، فلا يكف ويمنع مثل هذا إلا قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: «لا تفضلوني على يونس» فإذا تُوهم الانتقاص -انتقاص المفضول- منع التفضيل.
«أعوذ بك» يعني: أعتصم وألتجئ بك يا رب، من شر نفسي، النفس فيها شر بلا شك، وهي أمارة {إن النفس لأمارة بالسوء} والمراد جنس النفس إلا من طهره الله وعصمه كالأنبياء، وإلا فلا شك أن النفس تنازع الإنسان، هناك نفس مطمئنة ونفس أمارة ونفس لوامة؛ فمنهم من يجعل النفوس ثلاث، ومنهم من يقول اثنتان، واللوامة وصف للنفسين؛ فالنفس المطمئنة في الوقت نفسه لوامة تلوم صاحبها على ترك المزيد من الخير، والنفس الأمارة أيضًا هي لوامة تلوم صاحبها على ما تريده منه على ترك ما تريده منه إذا غفل عنه.
«أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها»، دابة في الأصل: جميع ما يدب على وجه الأرض، ومنهم -من أهل العلم- من يستثني الطير {ولا طائر يطير بجناحيه} معطوف على الدابة، إذًا هو غير الدابة؛ لأنه يطير في الهواء، ما يدب على الهواء إلا نادرًا إذا كان واقعًا عليه، ومنهم من يجعل الدابة عامًّا وشاملاً لكل شيء، والاستعمال العرفي للدابة مخصوص بذوات الأربع، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، الوصف كاشف له مفهوم أو ما له مفهوم؟
طالب: ...........
لا مفهوم له، لماذا؟ لأن مفهوم المخالفة لهذا اللفظ «أنت آخذ بناصيتها» أن هناك دواب ناصيتها بيد غير الله -جلَّ وعلا-، هذا مفهوم المخالفة، إذًا اللفظ لا مفهوم له، «أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء»، هذا تفسير لآية الحديد، فسر الأول بأنه ليس قبله شيء، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وبعضهم يطلق على الرب -جلَّ وعلا- القديم، واللفظ الشرعي الأول، وأما القديم فليس بشرعي؛ لأن القِدم نسبي لا يدل على الأولية المطلقة كالأول قد يدل على أولية نسبية، فإذا قلت: أعطوني قلمي القديم وعندك أكثر من قلم، قلم اشتريته قبل عشر سنوات واشتريت بعده أقلام، فالقديم هو الذي اشتُري قبل عشر سنوات هذا قديم، لكنه ليس أولاً، وإن كانت أوليته بالنسبة لما بعده نسبية، والمراد بأولية الله -جلَّ وعلا- مطلقة، قد يقول قائل: جاء في النص الأول، والمراد به أولية نسبية لا مطلقة، في صلاة الكسوف صلى النبي -عليه الصلاة والسلام- صلاة الكسوف «فقام قيامًا طويلاً نحوًا من سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلاً، ثم رفع فقرأ فقام قيامًا طويلاً دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلاً دون الركوع الأول، ثم رفع، ثم سجد سجدتين، ثم قام -يعني للقيام الثالث- قام قيامًا طويلاً دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلاً دون الركوع الأول، ثم رفع من الركوع فقام قيامًا طويلاً دون القيام الأول»، الأول من الأربعة أوليته مطلقة بالنسبة للصلاة؛ ولذا يصح في القيام الثاني دون الأول الأول أولية مطلقة، لكن في الثالث هل المراد به دون القيام الأول اللي هو القيام رقم واحد لا اثنين الذي قبله، أو الذي قبله مباشرة؟ والرابع هل يراد به دون القيام الأول أولية مطلقة أو دون الثالث؟ نعم الأكثر على أن المراد به أن كل قيام دون الذي قبله فأولية الثاني أولية مقيدة ليست أولية مطلقة، أولية نسبية بالنسبة لما بعده، والثالث أول بالنسبة للذي بعده وهو الرابع، فمثل هذا لا شك أنه إذا دل عليه السياق انتفى الإشكال، والسياق يدل على هذا والنصوص تدل عليه، وتبقى الأولية المطلقة إطلاقًا لا قيد فيه بوجه من الوجوه هو لله -جلَّ وعلا-، قد يقول قائل: إطلاق القديم على الله -جلَّ وعلا- وقد تتابع كثير من أهل العلم على إطلاقه، قد يدل عليه قوله في الحديث: «أعوذ بوجهك الكريم وسلطانك القديم»، هل فيه دلالة على إطلاق القديم على الله -جلَّ وعلا-؟ أحيانًا شيخ الإسلام يطلق القديم لكن يقرنه بالأزلي، يعني المتناهي في القِدم، فإذا عُبر عن الشيء بما يدل عليه ولا يترك مجالاً للشك والريب أو الاحتمال، فشيخ الإسلام فعل هذا، مع أنه ينبغي أن يتقيد الإنسان بما ورد في النصوص، على كل حال إذا انتفى المحذور فالأمر فيه شيء من السعة.
«وأنت الآخر فليس بعدك شيء»، فالله -جلَّ وعلا- يرث الأرض ومن عليها، «وأنت الظاهر فليس فوقك شيء» الله -جلَّ وعلا- مستوٍ على عرشه بائن من خلقه، وليس فوقه شيء، «وأنت الباطن فليس دونك شيء» إذا قلنا الظاهر العالي فليس فوقه شيء، «وأنت الباطن فليس دونك شيء»، هل مثل هذا يقتضي أن الله -جلَّ وعلا- كما ثبت له العلو يثبت له السفل بهذا النص، أبدًا، إذًا فما معنى قوله: «أنت الظاهر فليس فوقك شيء» ظاهر، وما معنى قوله: «أنت الباطن فليس دونك شيء»؟
طالب: ..............
التي بمعنى العلم والإحاطة.
طالب: ..............
«فليس دونك شيء» «وأنت الباطن» يعني المقابلة -مقابلة الجمل بعضها ببعض- الأولى أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، هذا ظاهر، المقابلة «أنت الظاهر» يعني العالي علوا مطلقا بجميع أنواع العلو، «فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء».
طالب: ..............
التي هي بمعنى العلم والإحاطة، طيب ما الذي دعانا أن نفسِّر هذا اللفظ بهذا؟
طالب: ..............
هذا الكلام ما الذي دعانا أن نؤول؟
طالب: ..............
يعني إثبات الباطن من باب المقابلة.
طالب: ..............
على كل حال الباطن لا يراد به الأسفل المتناهي في السفل، كما أن الظاهر العالي بذاته البائن من خلقه، فمثل هذا فسره أهل العلم بالعلم والإحاطة التي هي المعية العامة، فمثل هذه النصوص قد يقول قائل: إن فيها مستمسك لمن أراد أن يؤول، نقول: المسلم فهمه يجب أن يكون مقيدًا بفهم السلف، فإذا أوَّل السلف -لأن اللفظ لا يحتمل غير ما دل عليه ظاهره- فنحن تبع للسلف، السلف إنما تلقوا عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، أما إذا اتفقوا على شيء فلا مندوحة لأحد ولا مفر لأحد من القول به، مثل هذا النص لا شك أنه أوقع بعض المبتدعة في عظائم الأمور، قل مثل هذا في المعية الذاتية -كما يقول شيخ الإسلام ابن القيم- أوقعهم في القول بالحلول والاتحاد، حتى قال قائلهم في سجوده بدلاً من أن يقول سبحان ربي الأعلى قال: سبحان ربي الأسفل، هذا مذكور عن بشر المرِّيسي -نسأل الله السلامة والعافية-، فالإنسان عليه أن يُسلِّم الله -جلَّ وعلا- {ليس كمثله شيء} هذا أمر متفق عليه وثابت بالنص القطعي.
طالب: .................
ما جاء بجديد.
طالب: ..................
هي عامة وخاصة فقط، ثم بعد ذلك إذا نظرنا للعموم وجدناه فيه شيء من التفاوت، الخصوص فيه شيء من التفاوت، لكن القسمة الأصلية على هذين النوعين.
طالب: ...................
لا، مادام جاء تأويله عن السلف لا مندوحة، نحن مقيدون بفهم السلف الذين تلقوا عن النبي -عليه الصلاة والسلام- مباشرة، وقل مثل هذا في جميع أبواب الاعتقاد، ما اتفقوا عليه لا يسوغ لأحد النظر في خلافه، وما اختلفوا فيه من الصفات من الأسماء من الأفعال من الأحكام يسوغ النظر فيه.
طالب: ....................
يعني أنت تبي تقول فلان سمى عبد الظاهر، فهل يجوز أن نسمي عبد الباطن؟ كما تقابل النافع والضار، هل يسمى بالضار على سبيل الاستقلال؟ أهل العلم لا، يقولون ما جاء في مثل هذه النصوص لا بد أن يورد كما هو.
«وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين، وأغنني من الفقر»، هذا الدعاء ينفع ينفع المدين ينتفع به الفقير؛ لأنه دعاء نبوي صحيح لا سيما في مثل الظروف التي يعيشها الناس اليوم، رغم انفتاح الدنيا على الناس، كثير من الناس في كرب شديد بعد أن أثقلت كواهلهم الديون، فعليهم أن يلحوا في الدعاء محققين الأسباب مجتنبين الموانع، لا يتلطخ بالموانع، ثم يقول: أنا أدعو، أدعو، أنى يستجاب له، استبعاد إذا اقترف الموانع، فعلى المسلم أن يبذل الأسباب، وأن يحرص على انتفاء الموانع والله المستعان. رواه مسلم.
وقوله: «لما رفع الصحابة أصواتهم بالذكر، أيها الناس، اربعوا على أنفسكم» يعني: ارفقوا بأنفسكم ولا تُحمِّلوها مثل هذا الصوت الشديد الذي لا حاجة له ولا داعي له، ورفع الصوت دون حاجة ولا داعٍ ليس بمحمدة ولا ممدحة {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}؛ ولذا لا يمدحون إنسانًا أن صوته جهوري إلا عند الحاجة إليه، إذا انتفع به صار نعمة، وإلا فليس بممدحة إذا زاد عن الحد، كما قرر أهل العلم في تفسير سورة لقمان، المقصود أن الصوت فوق قدر الحاجة لا يُحمد عليه الإنسان، وتجد بعض الأئمة في المسجد فيه يبلغ صوت الإمام جميع المأمومين بدون مكبر، وتجد الإمام يعمد إلى المكبر ويرفع نسبة الصوت فيه ويضع فيه من المحسنات، وفيه من اللواقط، وفيه من الأشياء التي يجعله مثل الحرمين في سعته، يشبهه بالحرمين وهو يكفيه بدون أي مكبر ويزعج الناس ويقلقهم، فارتفاع الصوت..، أمم أهلكت بصيحة، فما الداعي إلى هذه الأصوات المرتفعة؟ الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: «اربعوا -أيها الناس اربعوا- على أنفسكم» ارفقوا لا تكلفوها «فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إنما تدعون سميعًا بصيرًا»، سميعًا لأقوالكم بصيرًا بكم وبأحوالكم وأفعالكم قريبًا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته، هذا التمثيل والتقريب باعتبار أنهم مسافرون وهم على الرواحل، فيُضرب لهم المثل بأقرب شيء بالنسبة لحالهم ووضعهم، وإلا فهو أقرب من حبل الوريد، فالله -جلَّ وعلا- قريب مع علوه وبينونته من خلقه، قريب في علوه بعيد أيضًا في علوه مع قربه ودنوه من خلقه، فهو أقرب إليهم من حبل الوريد، وهنا مثل أو ضرب المثل بعنق الراحلة «إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته»، وهذا النص لا يختلف مع الآية، يختلف مع الآية؟ المراد الاشتراك في القرب، فكونه أقرب من حبل الوريد هو أيضًا من مقتضاه أن يكون أقرب من عنق الراحلة. متفق عليه.
طالب: ............
لا ما يلزم، نحن نثبت صفة القرب على ما يليق بجلال الله وعظمته من غير تعرض لما وراء ذلك مما لا تبلغه أفهامنا ولا تدركه أوهامنا.
طالب: ............
الشيء الذي لم يرد في النصوص -لم يرد بيانه في النصوص- على المسلم أن يقف عنده ولا يبحث عما وراء النص، لا سيما وأنه ليست هناك وسيلة لإدراك مثل هذه الأمور.
طالب: .............
اِرْبَعُوا، وإيش تظن أنت؟ هذا ضبطها.
متفق عليه.
وقوله: «إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تَضامُّون أو لا تُضامُون» من التَّضامّ وهو الالتصاق بشدة أو من الضيم، لا يلحقكم في رؤيته ضيم ولا يلحقكم أيضًا انضمام يضيق عليكم «لا تَضامُّون أو لا تُضامُون في رؤيته» لا تتضررون بهذه الرؤية، يعني إذا اجتمع الناس على رؤية ما جُبلوا على محبة ومعرفة الاطلاع عليه، يعني تجد مثلاً ناس مجبولون على الفُضول، حادث في شارع مثلاً ثواني والخلق مجتمعون على هذا الحادث، فإذا كثر الجمع حصل التضامّ وحصل الضرر، وإذا كثر قدرًا زائدًا على ما يطاق قد يحصل الدهس والقتل، كما يحصل في كثير من الأحوال في المظاهرات التي توجد خارج هذه البلاد، ويوجد أيضًا في المجامع العامة يحصل هذا في الملاعب، وقد يحصل في أبواب المساجد من السرعان التي تكثر فيها الجموع، يحصل فيها شيء من الضرر، فرؤية الرب -جلَّ وعلا- لا ضرر فيها ولا ضَيْم ولا ضَمّ «لا تُضامُون في رؤيته، كما ترون القمر ليلة البدر» إنكم سترون ربكم -يعني في الجنة- كما ترون القمر ليلة البدر، يعني الخلائق كلهم يرون القمر ليلة البدر، هل يحصل تضام وتزاحم حول رؤيته؟ هل يحصل ضيم ومشقة على من يريد رؤيته؟ أبدًا، وهذا مخلوق مدبر فكيف بالخالق .
وقوله: «كما ترون القمر» التشبيه هنا عند أهل العلم تشبيه الرؤية بالرؤية لا تشبيه المرئي بالمرئي، والتشبيه قد يكون من وجه دون وجه، قد يشبَّه المحمود بالمذموم، لكنه لا بد من وجود وجه شبه يربط بينهما. الحديث الذي ذكرناه آنفا «من صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال كان كمن صام الدهر» صيام رمضان وإتباعه بست من شوال مذموم أو محمود؟ محمود، وصيام الدهر؟ مذموم، لا صام من صام الأبد، فلا شك أن المحمود هنا شُبِّه بالمذموم من وجه وهو أن ما يريد من يصوم الدهر الحصول عليه من الأجر التام بالصيام المستغرق لجميع أيام يحصل له بصيام رمضان مع ستة أيام من شوال، فيكون التشبيه من الوجه المحمود المرغوب المطلوب، شبه النبي -عليه الصلاة والسلام- الوحي بصلصلة الجرس، والوحي محمود بلا شك وصلصلة الجرس مذمومة، فجاء النهي عن اصطحاب الرفقة التي فيها جرس في صحيح مسلم، فدل على أن الجرس مذموم، فمشابهة الوحي بصلصلة الجرس بالتدارك؛ تدارك الصوت وتتابع الصوت لا من جهة إطرابه الذي مُنع الجرس من أجله، فالمشابهة من وجه دون وجه، وهنا تشبيه الرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي «إنكم سترون ربكم كما ترون القمر» اقترن المضارع بالسين، ولو اقترن بسوف صار فيه فرق أو ما فيه فرق؟ ما الفرق؟ سوف أَبعد، والخطاب من النبي عليه الصلا والسلام لأصحابه، والوقت بين وقته وبين قيام الساعة التي هي قبل هذه الرؤية، طويل، الآن مضى أربعة عشر قرنا وزيادة، فهل الأولى أن يعبر بالسين أو بسوف؟ بالسين كثيرًا ما يقرب النبي -عليه الصلاة والسلام- الساعة لكي يستعد الناس لها «بُعثت أنا والساعة كهاتين» يقربها -عليه الصلاة والسلام- لكي يستعد الناس لها، ولو بعّدها لزاد الناس في الأمل، فاقتران الخبر بالسين لتقصير الأمل لا لتطويله.
«إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تُضامُون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا»؛ لأن الله -جلَّ وعلا- يُرى في طرفي النهار، يراه أهل الجنة في طرفي النهار، فالمحافظ على هاتين الصلاتين تحصل له هذه المزية، وهما أفضل الصلوات؛ فصلاة الفجر مشهودة وصلاة العصر هي الوسطى التي جاء النص بتخصيص المحافظة عليها بعد التعميم، المقصود أن من صلى البَرْدَين -وهما الفجر والعصر- وحافظ عليهما حصلت له هذه الخصيصة.
طالب: .............
ترون السين هذه تُمحِّض المضارع للمستقبل، ولو جُرد الفعل عنها لاحتمل أن يكون المضارع للحال ترونه الآن، فلما دخلت عليه السين تمحّض الفعل للمستقبل وهذا واضح، كما أنّ لم تقبله إلى المضي المضارع فالسين هنا لا بد منها، «إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر -ليلة الست بعد ثمان، -كما قال ابن القيم- لا تُضامُون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا»، لا تُغلبوا يعني ولو كان الأمر مع مشقة ولو غالبكم شيء تستطيعون غلبته من مهنة وعمل ومشقة ومناخ شدة برد أو شدة حر أو مرض، غالب نفسك ولا تُغلب في هذا ولو مع المشقة، فاحرص، «فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا»، هذا مما يؤكد الاهتمام والعناية بهاتين الصلاتين، لكن هل معنى أن للمسلم مندوحة في التقليل من شأن الصلوات الأخرى المفروضة ليس معنى؛ لأن بعض الناس يقول: صلاة الظهر مثلاً ما ورد فيها نصوص وإيش المانع أن الإنسان يتابع نومه، ومتى ما قام يصلي، لا سيما في غير أوقات الدوام، يوم الخميس مثلاً، يسهر الليل كله وأول النهار، ثم بعد ذلك ينام، وقبل أذان العصر بنص ساعة ساعة يقوم يتساهل، يقول: ما ورد فيها مثل ما ورد في غيرها، نقول: لا يا أخي، الصلوات الخمس التهاون بها من عظائم الأمور، والصنعاني يقول بالنسبة للجمعة: ولا شك أن ترك الجمعة من باب تيسير العسرى، يعني التهاون بالجمعة من باب تيسير العسرى، وإيش معنى هذا الكلام؟ هذا تشديد وتهويل أو تخفيف وتهوين؟ تشديد، {فأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى} يعني من هذا الباب، ييسر للنار -نسأل الله السلامة والعافية-، فعلى الإنسان أن يُعنى بهذه الفرائض الخمس ويعتني أيضًا بما يكمله،ا يحرص على إتقانها والخروج من عهدتها بيقين، ثم بعد ذلك يحرص على أن يكمل النقص والخلل إن حصل فيها من الرواتب، ويكثر أيضًا من النوافل التي ترفو مثل هذه النقص.
طالب: ..................
يعني ما يجوز أن تسمي عبد الأول تقول: عبد الأول والآخر، لا، لفظ الأول أقول: ما فيه توهم نقص بوجه من الوجوه فيُفرد، يجوز إفراده عند أهل العلم، وأما الثاني فهذا الذي يحتاج إلى أن نقرن معه الأول، على كل حال المؤلف -رحمه الله تعالى- ختم الأحاديث -أحاديث الصفات- بالرؤية كما أنه فيما تقدم ختم آيات الصفات بالرؤية -رؤية المؤمنين لربهم في الجنة- يعني هل هذا مقصود أو غير مقصود؟ يعني هل المناسبة بين تأخير نصوص الرؤية من الكتاب والسنة بالنظر إلى تأخر هذه الرؤية سببه تأخر هذه الرؤية، وأنها لا تكون في الدنيا، وما دامت الرؤيا متأخرة تأخر نصوصها، أو لتكون كالختام المسك الذي يبعث ويحث على العمل بما تقدم؛ لأن الأسماء لها معاني من مقتضاها العمل، وإحصاؤها بالعمل بمقتضاها الذي جاء في الحديث: «إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة» هل المقصود بذلك أن يسردها أو يعدها التسع والتسعين؟ وهل معنى الإحصاء الذي هو العد فقط؟ وتُجعل في أبيات تردد دون معرفة لمعانيها ولا ما تقتضيه ليس هذا، فهل المقصود بتأخير أحاديث بل آيات وأحاديث ونصوص الرؤية لتكون كالختام الذي يجعل الإنسان يحرص على العمل بمقتضى هذه الأسماء وتلك الصفات؛ لأنها ختام نعيم أهل الجنة سمعنا الملحظ، الأخ يقول: إن الصفات السابقة كل صفة تدل على جزء من المجموع المتكامل، وإن لا يمكن أن يقال في الله -جلَّ وعلا- شيء لم يرد، لكن من باب التقريب اليد السمع البصر الرجل وهكذا..، وفي الرؤية يُرى جميع هذه الصفات متكاملة الله -جلَّ وعلا- يتراءى للناس في أول الأمر على غير صورته، على صورة غير حقيقته، ثم يقول المؤمنون: لست ربنا؛ لأن هذه الهيئة التي ظهر فيها ليست هي ما وصلهم في نصوص الكتاب والسنة، صح بذلك الخبر «ثم يأتيهم بصورته الحقيقية فيسجدون له»، نعم، أنت ربنا، فماذا عن منكر الصفات إذا جاء الله -جلَّ وعلا- على صفته على ما شرح في كتابه وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، فهذا يدل على خطورة الأمر؛ ولذا يقرر أهل العلم أن من ينكر الصفات يعبد عدمًا، كما أن من يشبه الخالق بالمخلوق إنما يعبد صنمًا، إلى أمثال هذه الأحاديث، يشير المؤلف -رحمه الله تعالى- إلى أن هناك أحاديث كثيرة جدًّا تفوت الحصر ويصعب جمعها في مؤلف بحجم هذا الكتاب فيما ثبت عن الله ورسوله -عليه الصلاة والسلام- من الأسماء والصفات، فهذه نماذج إلى أمثال هذه الأحاديث وأمثال تلك الآيات التي سبقت الأحاديث التي يُخبر فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ربه بما يُخبر به، يعني من الأسماء والصفات، فإن الفرقة الناجية -أهلَ السنة والجماعة- يؤمنون بذلك، فإن الفرقة الناجية -أهل السنة والجماعة- يؤمنون بذلك، وهذا تقدم شرحه في صدر الكتاب، كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه، هذه هي طريقة أهل السنة والجماعة إذا ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- بادروا إلى امتثاله والعمل به، بخلاف طوائف البدع الذين إن عملوا بما في الكتاب لقطعيته، ترددوا في العمل بما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم ابتلوا بمخالفة الكتاب، الكتاب لا يستطيع أحد منهم أن يشكك في ثبوته؛ لأنه لو شكك في ثبوته كفر، هو قطعي الثبوت، لكن ابتلوا بالتشكيك في دلالته، فصارت دلالته عندهم ظنية فلا يلزم منها إثبات ما أثبته الله لنفسه، فضلاً عما يثبته له رسوله -عليه الصلاة والسلام-، وأما أهل السنة والجماعة فإنهم يثبتون لله -جلَّ وعلا- ما ثبت عنه في كتابه، أو على لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام- إلى أمثال هذه الأحاديث التي يخبر فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ربه بما يخبر به، فإن الفرقة الناجية -أهل السنة والجماعة- يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه، يعني السنة مثل القرآن، {كل من عند الله} {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، يعني ليس لأحد أن يقول: القرآن ملزِم والسنة محل نظر أبدًا، فالكل من عند الله والله -جلَّ وعلا- آتى نبيه الكتاب والحكمة، الكتاب معروف والحكمة السنة، فلا بد من الإذعان بما جاء عن الله وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام-.
فإن الفرقة الناجية -أهل السنة والجماعة- يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه على حد سواء؛ لأن الكل من عند الله، وأهل العلم من يعتد بقوله من أهل العلم، مجمعون على أن السنة حُجة ملزمة، أصل قائم بذاته برأسه، لا يحتاج إلى عرض على الكتاب كما يقول بعضهم، وفي ذلك الخبر الموضوع ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله، هذا لا يصح وما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- على طريقة أهل الحديث فإنه يجب الإيمان بمقتضاه، أهل العلم يقولون: السنة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع، فهل معنى هذا التقليل من شأنها؟ لا، لا يعني هذا التقليل من شأنها، لكنها باعتبار القائل في الترتيب، لا بد أن يكون هناك أول وثاني، إذا وجد أمران فلا بد أن يكون أول وثاني، يعني على سبيل المثال؛ طالب أخذ نسبة تسعة وتسعين بالمائة، وزميل له أخذ تسعة وتسعين بالمائة، نعم، بالإمكان أن يقال: الأول مكرر، لكن كيف تكتب الاسمين؟ يعني تكتب واحد بجوف الثاني أو على الثاني؟ ما يمكن، لا بد واحد بعد الثاني، فمثل هذه أهل العلم حينما قالوا المصدر الثاني لا شك أنهم لا يريدون بذلك التقليل من شأن السنة، وأن القرآن ملزِم والسنة محل نظر، قد يقول قائل: إذا تعارض نص من الكتاب مع نص من السنة ولا يمكن الجمع قُدِّم ما في الكتاب، نقول: مثل ما يتعارض آية مع آية لا بد من الجمع أو الترجيح في المفهوم، أو تعارض حديث مع حديث لا بد من الترجيح إذا لم يمكن الجمع، ولا يعني هذا أن السنة باعتبارها المصدر الثاني أن شأنها أقل، نعم، عندهم في مسألة الثبوت عند التعارض له حظ من النظر يرجحون به، فما كان أقوى في الثبوت كان أرجح إذا لم يوجد جهة ترجيح غيره، فما في الصحيحين يرجح على ما في البخاري وما في البخاري يرجح على مسلم إذا لم يوجد وجه للترجيح، غير هذا..، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد.
الحسنة متفاوتة حسنة رمضان غير حسنة شوال وغير حسنة الأشهر الحرم، تتفاوت الحسنة التي فُعلت في المكان الفاضل أو الزمان الفاضل، والست الملحقة برمضان من شوال لها حكم رمضان، بينما لو صام ستة أيام من ذي القعدة ومن ذي الحجة ما أدرك هذا الفضل.
هذا يقول: يقول الله -جلَّ وعلا-: (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين) القصص: ٦٥ هذا خطاب من الله -سبحانه وتعالى- للكفار يوم القيامة، أليس في سماع الكفار صوت الرب -جلَّ وعلا- نعيم عظيم لأرواحهم وأسماعهم، وهذا الخطاب اختص الله به في الدنيا بعض أنبيائه منهم من كلم الله؟
هذا خطاب من الله -جلَّ وعلا- لهؤلاء الكفار على سبيل التقريع والتوبيخ لا على سبيل الرضا، على سبيل التقريع والتوبيخ، هذا أشد من عدمه -نسأل الله السلامة والعافية-، لا شك هذا فيه عذاب لهم.
الرؤية إنما هي من نعيم أهل الجنة في يوم المزيد، ولا تحصل لكل أحد؛ ولذا جاء الحث على ما سيأتي على صلاتي الصبح والعصر؛ لأن الله -جلَّ وعلا- في الجنة يُرى في طرفي النهار.
إذا سلم من استصحاب الامتهان لها ولا سيما إذا دعت إليه الحاجة لا بأس به.
وما حكم مد الرجلين وأمامك المصاحف؟
أما بالنسبة للمصحف لا شك أنه كلام الله ينبغي تعظيمه ولا تمد الرجلين إليه، فإما أن يُبعد عن جهة الرجلين يمينًا أو شمالاً إذا احتيج إلى مد الرجلين، وإلا المصحف يصان عن ذلك.
لا، ليس خاصًا بتربة المدينة ولا بريق النبي -عليه الصلاة والسلام-، قال: «تربة أرضنا بريقة بعضنا»، ما قال: بريقتي، إنما قال: «بريقة بعضنا» هو وغيره، وإن كان -عليه الصلاة والسلام- فيه من البركة ما لا يوجد في غيره، وفي دعائه من الإجابة ما لا يوجد نظيره في غيره، المقصود أن مثل هذا ينفع، وله أصل ثابت في السنة، فيخلط الريق بالتراب ويُمسح به المريض بإذن الله يَشفى، إذا لم يكن ثَم مانع؛ لأن الرقية سبب.
هذا الأخ إذا لم يكن شريكًا لك في مالك ونفقته ليست بواجبة عليك فالنكاح حاجة أصلية تؤخذ الزكاة من أجله.
طالب: ..............
على كل حال هو حاجة أصلية في الجملة مطلوب شرعًا، وإذا عجزوا عن مؤنه فلا مانع من أن يأخذ الزكاة.
طالب: ..............
الحاجات الأصلية كلها واجبة إذا احتاج الإنسان إلى ثلاجة نقول يجب عليه يشتري ثلاجة، أو ما يأخذ الزكاة؛ لأنه ليس بواجب، أو مكيف، الناس كلهم قبل ثلاثين سنة بدون مكيفات أو أربعين سنة فصار حاجة أصلية تؤخذ من أجلها الزكاة.
مكروه عند أهل العلم، والكراهة عندهم تزول بأدنى حاجة، إذا وجد الحاجة إلى ذلك فلا مانع وإلا فالأصل أنه مكروه.
هذه الدعوة كانت تتداول بين عموم الناس، يعني لو دعا بها إنسان دعوة مطلقة لا يتعبد بها ولا يتدين بها إما أن تعين وتجعل لهذا الأمر على وجه الخصوص، تُربط به ربط السبب بالمسبب فلا، لكن لو أن الإنسان ابتداءً قالها دعوة مناسبة للحال ما يلام على ذلك.
هذا إذا كان صحب الجُشاء شيء مما يخرج من المعدة قلس أو شبهه، فهذا حكمه حكم البصاق بل أشد، أما إذا كان مجرد هواء يخرج من المعدة فلا شك أنه مكروه وينبغي كبته وكظمه، وأما كونه يلتفت يمينًا وشمالاً فلا، لكن على المسلم أن يكف مثل هذا الجُشاء.
العامة تمر عليهم الآيات والأحاديث التي قد يستشكلونها فإذا عُلِّموا بذلك وسئلوا عنها بسؤال فيه شيء من الرفق ودُلوا على القول الصحيح بما يفهمون فلا مانع، وإذا كان الأسلوب يُوجِد عندهم شك أو ارتياب فمثل هذا يُحجب عنهم.
نعم هو من المسجد إذا كان في سوره.
جاء الخبر في سنن أبي داود، لكنه محمول عند أهل العلم على من يضيق على المصلين الذين تقدموا لصلاة الجمعة، هكذا حمله أهل العلم، ولو تُرك التدريس يوم الجمعة كان أولى.
ذكرت مرارًا أن طبعة دار الكتب المصرية معتنى بها عناية فائقة محققة على نسخ كثيرة لا سيما الثانية، بعض الأجزاء على ثلاثة عشر نسخة وأقل الأجزاء على ثمان نسخ، وفيه الإحالات على السابق واللاحق إلا أنه ينقصه تخريج الأحاديث، فتؤخذ طبعة دار الكتب المصرية ويُستعان بالطبعات الحديثة التي فيها التخريج، مختصر الخرقي الطبعة الأولى طبعة الشيخ ابن مانع أفضل الطبعات، موطأ الإمام مالك فيه طبعة محمد فؤاد عبدالباقي التي اعتمدناها في الدرس، وفيه أيضًا طبعة بشار عواد معروف طبعة جيدة، الموافقات الطبعة التي علق عليها الشيخ محمد عبدالله دِرَاز طبعة مصرية في أربعة مجلدات، وإن اعتمد الإنسان على الطبعة الجديدة بتحقيق مشهور -الشيخ مشهور- طيِّبة.