يقول: هل نحنُ قادرون حاليًّا على قتال اليهود والنَّصارى فتقع علينا مسؤولية ترك القتال، أم نحن عاجزون وغير قادرين فيكون صبرنا مأمورين به في هذه الحال كما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يمر على آل ياسر يُشاهدهم يُعذَّبُون ولا يزيد على أمرهم بالصّبر؟
لا شكَّ أنَّ الأفراد عاجزون، والأُمَّة بكاملها ليست بعاجزة؛ لأنَّها تُشكِّل من حيث العدد ثُلث العالم، ومن حيث القوة الماديَّة أكثر من نصف ثروات الأرض عند المسلمين، الأمة بكاملها بمجموعها ليست عاجزة؛ لكن على مُستوى الأفراد، ومُستوى حتَّى الدُّول كل دولة بمُفردها وهذا الذي سعى إليه العدو بأنْ فَتَّتَ الأُمَّة وجعلها دُويلات بحيث لا تستطيع النُّهُوض بنفسها، ولو بقيت أُمَّة واحدة تحت قيادةٍ واحدة ما وقف أمامها شيء، ومع ذلك المسؤوليَّات تتفاوت، فالذي لا يستطيع أن يدفع عن إخوانِهِ المُسلمين، أقلّ الأحوال أن يدعو لهم وشأن الدُّعاء عظيم.