هذا يقول: أثناء قراءتي لكتاب "ملء العيبة بما جمع في طول الغيبة"، يعني رحلة ابن رشيد، وهي رحلة معروفة تقع في خمسة مجلدات، وفيها فوائد في كل العلوم، يعني من أنفس الرحلات، يقول: في صفحة سبع وثمانين، قال: ورأينا في تلك الليلة عجبًا فيما ابتدعته العامة من الاستعداد والاحتفال بوقد الشمع بطول تلك الليلة، بالجبل القائم في وسط عرفات، المعروف عند العرب القدماء بإلال، وقد صنع له درج بالبناء من أمامه ومن خلفه، فيرتقى إليه من طريق وينزل من أخرى، وربما التقى فريق مع فريق فيغص الجبل بالصاعدين والنازلين، وهو يتأجج نارًا، ويتموج كالبحر الزخّار، والطريق بالشموع في بسيط عرفات، وأنت إذا نظرت إليه على بعد من المخيمات تراه كالشعلة الواحدة. هذا اختصار كلام ابن رشيد،فكلامه في هذه المسألة طويل ، وكما قلنا: رحلة ابن رشيد مملوءة بالفوائد، وابن رشيد معاصر لشيخ الإسلام ابن تيمية، شيخ الإسلام توفي سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، وابن رُشَيْد توفي سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، تذكرون يا إخوان العام الماضي مسألة الإيقاد ، ولماذا يمنع الإيقاد ليلة عرفة؟ ولماذا لا يمنع ليلة العيد؟ إلى آخره، وهل الإيقاد من أجل أن إضاءة المحل أو من أجل أمر آخر؟ المقصود أنه كثر الكلام فيه، وكلام ابن رُشيد -رحمه الله- حاسم في الموضوع. أيضًا للحافظ ابن كثير كلام في "البداية والنهاية" حول هذا الإيقاد لعلنا نحضره في وقت لاحق إن -شاء الله تعالى-