شرح كتاب التوحيد - 20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقول المؤلف- رحمه الله تعالى- وعن النواس بن سمعان بن خالد الكلابي صحابي معروف، وقيل لأبيه أيضا صحبة- رضي الله عنه- قال إذا ثبت صحبة أبيه يقال رضي الله عنهما، لكنه يساق بصيغة التمريض، وقيل لأبيه صحبة، وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا أراد الله تعالى أو يوحي بالأمر» إذا أراد الله، إثبات صفة الإرادة لله- جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته، خلافا للمعطلة الذين ينفون الصفات «إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي» فيه إثبات صفة الكلام لله- جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته، فالله- جل وعلا- تكلم ولا يزال يتكلم متى أراد متى شاء إذا شاء، وهنا نص، إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر خلافا لمن يقول إن الله- جل وعلا- تكلم في الأزل فهي صفة قديمة له ولا يتكلم، تكلم بكل ما أراد وكل ما شاء وانتهى كلامه، هذا قول الأشعرية يقولون لا يتكلم، تكلم في الأزل وكلامه النفسي لا بحرف ولا صوت، ومؤدى هذا الكلام النفي أنه لا يتكلم، ويقولون أيضا إن كلامه واحد، تكلم به وهو كلام واحد، إن عبر عنه بالعربية فهو قرآن وإن عبر عنه بالسريانية صار إنجيلا وبالعبرانية يصير توراة هذا كلامهم، فالذي في المصحف عندنا هو الذي عند اليهود والنصارى، وهو الذي في الزبور وهو الذي في صحف موسى، ما يختلف إلا من حيث اللغة، هذا كلامهم، كلامه واحد يختلف باختلاف اللغات، إن كان بالعربية فهو قرآن، وإن كان بالسريانية فهو إنجيل، وإن كان بالعبرانية فهو توراة، حينما يستدلون، وقال ذلك ابن حجر في فتح الباري على قراءة الهذ، بأن داود عليه السلام يقرأ الزبور والخيل تُسرَج، على أن الزبور هو القرآن لكن بلغة أخرى، وإلا بالإمكان أن يكون حجم الزبور مناسبا لهذه المدة وينفصل عن الإيراد، لكن مبني على رأيهم أن الزبور هو القرآن، طيب ورقة لما سمع ما سمع من النبي -عليه الصلاة والسلام- ماذا قال؟ هذا الناموس الذي أنزل على موسى، لكن هل هذه هي التوراة التي أنزلت على موسى لكن بلغة العرب؟ لا، هو يقصد جبريل حامل الوحي ما يقصد المنزَل، ما قال هذا عندنا نعرفه، ورقة يكتب الكتاب العبراني ويقرأ باللغتين ومنها العربية، يحسن العربية وغير العربية فما يصير فيه جديد بالنسبة له، لكن ما أدري كيف تصل العقول إلى أن يقال أن التوراة والإنجيل هي القرآن لكن بلغة تختلف، والذي حدهم على ذلك أن القرآن قديم، خلاص تكلم مرة بكل ما يريد وهو قديم، نعم لا نختلف أن كلام الله قديم النوع حادث متجدد الآحاد، فهو- جل وعلا- تكلم في الأزل ويتكلم متى شاء إذا شاء.
إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي إذا أراد أن يوحي.
طالب: ..............
لا، يصرحون به يصرحون به.
«إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السموات أخذت السمواتِ» مفعول «منه رجفة» هذا الفاعل أخذت السمواتِ منه رجفة» خوف وفزع من الله- جل وعلا- السموات «أو قال رعدة شديدة خوفا من الله- جل وعلا-» فإذا كانت السموات تخاف هذا الخوف وهذا الفزع الشديد والملائكة يصيبهم الغشي فكيف يُعبَد غيره، يعني إذا كان الملائكة وهم أشرف الخلق إذا استثنينا خواص بني آدم عند من يفضلهم على الملائكة، يخافون ويصيبهم الغشي فكيف يعبدون مخلوقا مثلك «خوفا من الله عز وجل فإذا سمع ذلك أهل السموات صعقوا وخروا لله سجدا » يعني إذا أفاقوا وإلا المصعوق لا يمكن أن يتصرف بسجود ولا غيره، المصعوق المغشي عليه لا يتصرف تصرفا مثل هذا، وبعضهم يقول خروا لله سجدا ثم صعقوا، والواو لا تقتضي ترتيبا، وعلى كل حال هذا النص "فيكون أول من يرفع رأسه" إما أن نقول "فيكون أولَ" خبر كان مقدَّم "من يرفع رأسه جبريلُ" اسمها مؤخر أو العكس مثل ما مضى في الحديث السابق، "فيكلمه الله من وحيه بما أراد" يعني الكلام مربوط بالإرادة والمشيئة فهو يتكلم متى شاء، "ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر بسماء سأله ملائكته ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول جبريل قال الحق وهو العلي الكبير" يجيبهم بهذا الجواب المجمل، ولا يذكر مما أوحي إليه شيئا؛ لأنه أمين على الوحي، والوحي مأمور أن يبلغه من شاء من رسله فهو مؤتمَن على الوحي، فيقول كلاما مجملا، "قال الحق وهو العلي الكبير" قال: "فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل" قال الحق وهو العلي الكبير "فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل" يعني إلى من أمر بتبليغه بهذا الوحي، والحديث وإن كان ليس مثل الحديث السابق في الصحيح لكنه يشهد له الحديث السابق وهو مخرَّج عند ابن خزيمة وغيره، وابن خزيمة اشترط في التوحيد كما اشترط في الصحيح أنه لا يخرج إلا ما اتصل سنده بالرواة الثقات العدول الأثبات من غير انقطاع؛ ولذا يُسمَّى كتابه صحيح ابن خزيمة، أطبق العلماء على تسميته صحيح ابن خزيمة وإلا فالأصل أنه الأنواع والتقاسيم لأنه ألفه على طريقة..
طالب: ..............
إيه لا لا، ابن حبان الأنواع والتقاسيم، هذا صحيح ابن خزيمة العلماء سموه الصحيح وإلا مؤلفه ما سماه الصحيح، يمكن يسمي الكتاب الصحيح أو الجامع الصحيح أو كذا، المقصود أن الكتاب شرط مؤلفه فيه يقتضي صحة جميع ما فيه على شرطه هو وإن كان فيه بعض الأحاديث المنتقدة، وأخرجه غيره كابن أبي عاصم في السنة، والطبراني في مسند الشاميين وغيرهم، المقصود أن وفيه الوليد بن مسلم وهو مدلِّس وقد رواه بالعنعنة لكن يشهد له ما قبله، الحديث السابق يشهد له، قال- رحمه الله- فيه مسائل، الأولى: تفسير الآية {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23] وقد سبق الكلام فيها يعني فزع كشف عنهم الفزع، سألوا جبريل، والكلام والضمير يعود إلى الملائكة، ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير، وهذا تقدم الكلام فيه. الثانية: ما فيها من الحجة على إبطال الشرك، قالوا إن هذه الآية هي التي تجتث جذور الشرك من القلوب؛ لأن من يُعبَد من دون الله من أعظمهم وأشرفهم وأشدهم قدرة بما أعطاهم الله- جل وعلا- من قوة وقدرة، الملائكة يقدرون بجعل الله- جل وعلا- فيهم هذه القدرة على ما لا يقدر عليه غيرهم، ففيهم عظمة في الخَلْق وفيهم قوة، يعني إذا كان هؤلاء المخلوقون لا يستطيعون بل يصيبهم ما يصيبهم من الخوف والفزع والغشي فكيف يُعبدون من دون الله ؟!فكيف بمن دونهم؟! والله المستعان. ما فيها من الحجة على إبطال الشرك خصوصا من تعلَّق على الصالحين، والملائكة من الصالحين بل من رؤوسهم، وهي الآية التي قيل إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب؛لأن الشرك بالملائكة مع ما جبلوا من قوة وقدرة من الله- جل وعلا- يحصل لهم ما يحصل فكيف بمن دونهم إما من البشر الذي يعتريه ما يعتريه ولا يستطيع أن يجلب لنفسه ولا يدفع عنها ضرا، أو من الأصنام من الأحجار وغيرها، حتى أنهم قالوا أن الرجل إذا أراد أن يعد طعامه اختار أربعة أحجار أحجار، ثلاثة لماذا؟ أثافي للقدر، والرابع يعبده أين عقولهم؟! كما قال بعضهم أين عقولنا يوم كنا نعبد التمرة فإذا جعنا أكلناها؟! قال «أخذها باريها» نسأل الله الثبات على دينه. الثالثة: تفسير قوله {قَالُوا الْحَقَّ} [سورة سبأ:23] يعني قال الحق {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23] وهو الله -جل وعلا- هو الحق ولا يقول إلا حق {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} [سورة الأنعام:115] الرابعة: سبب سؤالهم عن ذلك، إذا أخذت السموات الرجفة يسألون ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق هذا سبب السؤال. الخامسة: أن جبريل يجيبهم بقوله بعد ذلك، قال كذا وكذا قال كذا وكذا، هذا إذا كان قاله من غير أمر بالتبليغ، يعني إذا كان كلاما يقتضي الأمر والنهي مما هم طرف فيه، أما إذا أوحي إليه بشيء يبلغه رسولا من رسله أو نبيا من أنبيائه فإنه مؤتمَن عليه. السادسة: ذكْر أن أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام لأنه أشرف الملائكة وأفضلهم على الإطلاق. السابعة: أنه يقول لأهل السموات كلهم؛ لأنهم يسألونه يقول لهم قال الحق وهو العلي الكبير الثامنة: أن الغشي يعم أهل السموات كلهم.
طالب: .............
إيه يسمع الكلمة إيه يسمع..
طالب: .............
يسمع الكلمة لا من الوحي المأمور بتبليغه لرسول من رسله.
طالب: .............
وين؟
طالب: .............
يعني فيه فيقول قال كذا وكذا.
طالب: .............
قال: "حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع-ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه-فيسمع الكلمة فيلقيها لمن تحته ثم يلقيها الآخر لمن تحته" هذه لا شك أنها من الوحي لكنها من غير المأمور بتبليغه لرسول مما اؤتمن عليه جبريل.
طالب: .............
أخبرهم بما لم يؤمر بكتمانه.
طالب: .............
إيه له هو رسول.. الوحي خاص بجبريل.
طالب: .............
لا، هو جبريل هذا، لأن الحديثين سياقهما واحد.
طالب: .............
"فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل" هذا الثاني إيه وإلا الحديث قصة واحدة، يعني ليست متعددة فيُحمَل هذا على هذا.
طالب: .............
هذا من غير الوحي المتلو إذا أمر بالأمر من أي أمر كان.
طالب: .............
وين؟
طالب: .............
لا لا، معروف أن كل شيء له ملك خاص.
طالب: .............
إيه إذا أمر بالأمر يعني من غير الوحي.
الثامنة: أن الغشي يعم أهل السموات كلهم، يعني على كثرتهم كما جاء في حديث: "أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وفيه ملك قائم أو ساجد" وفيه أيضا بالنسبة للبيت المعمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألفا لا يعودون آخر ما عليهم منذ أن خلقهم الله- جل وعلا- {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} [سورة المدثر:31] التاسعة: ارتجاف السموات لكلام الله تعالى خوفا وهيبة ووجلا، ونحن نسمع كلام الله ونقرأ كلام الله ولا يحدث فينا شيء {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [سورة الحشر:21] جبل حجارة صلبة وقلوبنا أقسى من الحجارة- نسأل الله العافية- لما كانت القلوب حاضرة في الصدر الأول يحصل شيء من الغشي، يحصل شيء من هذا، وذكرنا في دروس سابقة أنه وجد الغشي ووجد الصعق من سماع كلام- الله جل وعلا- من بعض التابعين، وجد فيهم ومن بعدهم من أهل الصلاح والخير، واستُدْرِك على هذا بأنه لماذا لم يحصل من النبي -عليه الصلاة والسلام- النبي -عليه الصلاة والسلام- يحصل منه شيء من ذلك أثناء الوحي، إذا أوحي إليه حصل له شيء من ذلك، لكن في التلاوة ما حصل إلا البكاء منه -عليه الصلاة والسلام- وأيضًا هذا ما عرف عن كبار الصحابة لكنه عرف في طبقة التابعين ومن بعدهم، يحصل غشي يحصل صعق وقد يموت السامع من هؤلاء؛ لأنه حاضر القلب يستحضر لعظمة الله ولعظمة كلامه، ينكر ذلك محمد بن سيرين ويقول هذا الذي يُصعق أو هذا الذي يُغشى عليه اجعلوه فوق جدار واقرؤوا القرآن إن سقط فهو صاد، لكن ما ثبت عن السلف في هذا كثير ويثبته أئمة الإسلام ومنهم شيخ الإسلام، ويقول: إن السبب في كونه لم يحصل من النبي -عليه الصلاة والسلام- ولا من كبار الصحابة أن القرآن لا شك أنه ثقيل وتأثيره في القلوب بالغ لكن القلوب قوية، قلبه -عليه الصلاة والسلام- يحتمل لأنه طلب منه أن يتحمل ويبلغ ولو كان يصعق، يعني يتعب تعبا شديدا وأرهق من ذلك {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [سورة المزمل:5] وعائشة تقول: "إنه ليوحى إليه ورأسه على فخذي يكاد أن ينرضّ من ثقل ما يوحى إليه" يعني ما نستوعب مثل هذا الكلام لأننا أقل من ذلك ما نا بلمّه ولا إلينا، يعني نقرأ القرآن ولا كأننا نسمع القرآن، إلى الله المشتكى.
ذكروا في ترجمة زرارة بن أوفى أنه سمع "فإذا نقر في الناقور" في صلاة الصبح من الإمام فصعق ومات، يعني هؤلاء العقلانيون وغيرهم ومن لا يستوعبون مثل هذا الكلام ينفي؛ لأنه ما له علاقة بهذه الأشياء، لكن مع ذلك قد يقول قائل هو أول مرة يسمع هذه الآية؟
طالب: .............
وش هو؟
طالب: .............
إيه لأن الإيمان يزيد وينقص، أحيانا يصير الإيمان في منزلة عالية جدا فيتأثر كثيرا، والإنسان يجد هذا من نفسه، أحيانا يستحضر عند سماعه آية فتدمع عينه، وأحيانا كأنه يُقرأ عليه من جريدة، التفاوت هذا موجود، والله المستعان.
نعم هل هذا الغشي عند سماع كلام الله كمال أو نقص؟ هذا كلامك فرع عن هذا صحيح؟ إن كان كمالا لماذا ما حصل للرسول وأبي بكر وعمر؟! عندنا جهتان، الأولى: ثقل وعظم كلام الله -جل وعلا- الثانية: قوة القلب وضعفه، الكلام لا يتغير الكلام قوي وثقيل وتأثيره بالغ في القلوب، لكن هناك قلوب قوية تحتمله مع استشعار عظمة هذا الكلام، مع استشعار العظمة فتحتمل، القلوب مناسبة لتلقي هذا، ضعفت القلوب وبقي الاستشعار فما احتملت، فأصابها ما أصابها.
طالب: .............
بعد قليل دعني أكمل.
استمر الوقت فذهب الاستشعار مع ضعف القلوب، لا يوجد تأثير ولو كان القلب ضعيفا- نسأل الله العافية- وهذا الذي دهانا، القلوب ضعيفة بدليل أنه لو أصيب بماله ما تحمل، انهار، أو أصيب بولده انهار، أو رأى نتيجة تحليل لنفسه ينهار، قلوب ضعيفة لكن لا يوجد استشعار لعظمة القرآن هذا الذي يجعل التأثير ضعيفا في هذه القلوب، وإلا لو استشعرنا عظمة هذا القرآن وأنه كلام الله وأن فضله على سائر الكلام كفضل الله، وأنا نخاطب الله- جل وعلا- إذا قرأنا كتابه أو سمعنا كلامه حصل لنا من التأثير ما يحصل، لكننا غافلون سادرون وكأن الأمر لا يعنينا، طيب ثم ماذا؟ عصت الأمم السابقة وأهلكت ناس عصوا وأهلكوا ما الذي حصل؟! الذي يستشعر أن هذا المراد به نحن، مضى القوم ولم يرد به سوانا ما نبحث عن أسباب هلاكهم ونجتنبها؟! أبدا ولا كأن الأمر يعنينا!! مضى القوم ولم يرد به سوانا، فنسأل الله-جل وعلا-أن يحيي قلوبنا الميتة، ما نقول مريضة ليست مسألة مرض، المريض يفيق أحيانا ويدرك بعض الشيء كأنها ميتة.
طالب: .............
وين؟
طالب: .............
لا، ما يلزم أن يكونوا أقوى من القلوب، يصيبهم الصعق، لكن هناك شيء اسمه خبر وشيء اسمه عيان، وفي الخبر: ليس الخبر كالعيان، موسى عليه السلام لما قال له- جل وعلا- أن قومه عبدوا العجل ماذا؟
طالب: .............
لا، ما ألقى الألواح حتى رآهم، حتى رآهم ألقى الألواح، فليس الخبر كالعيان، معروف هذا، وعلى كل حال مثل هذه الأمور قد تكون مما لا يحتملها عقول كثير من الناس؛ لأنهم ما جربوا ولا قرَّبوا ولا قرُبوا، الكتبة والصحفيين والإعلاميين والعلمانيين واللبراليين يفهمون مثل هذا الكلام؟! لكن إذا كان طلاب العلم وأهل العلم قد يستغربون مثل هذا لأنهم فيهم بُعْد عن مثله وجد كثير، أو نقول هذا ليس بصحيح مثل ما قال ابن سيرين، يقول: اجعله على جدار مرتفع واقرأ القرآن إن سقط فهو صحيح وإلا يمثِّل، ومعه مستمسك؛ لأنه لم يحصل من الرسول وهو أفضل الخلق وأكثرهم تعظيما لله- جل وعلا- ولكلامه لكن الله- جل وعلا- {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [سورة المزمل:5] الثقل موجود لكن هل هناك توازن بين القلب وبين هذا القول الثقيل أو ما فيه توازن؟ إذا اختل التوازن لا بد أن يحصل شيء. العاشرة: أن جبريل هو الذي ينتهي بالوحي إلى حيث أمره الله هو الذي ينتهي بالوحي إلى حيث أمره الله، وهو الموكل بالوحي، هو الذي ينزل بالوحي على الأنبياء والرسل. الحادية عشرة: ذكر استراق الشياطين. اليهود يزعمون أن جبريل عدوهم- نسأل الله العافية- وهم أعداؤه ومع الأسف أن يوجَد كتاب يؤلفه يهودي وعلى غلافه صورة يزعم أنه جبريل وشخص مصوب إليه سهم ويباع في بعض معارض الكتاب- نسأل الله العافية- الثانية عشرة: صفة ركوب بعضهم بعضا، عجوز أمية قيل لها بعد خروج التحاليل أن الكلى فيها حصى عندها وتحتاج إلى عملية لاستخراج هذه الحصى، فأخذت كأسا من ماء زمزم وقرأت فيه الفاتحة والمعوذتين فشربت هذا الماء وتفتت الحصى ونزل، فذهبت إلى المستشفى قالوا وين الحصى؟ قالت القرآن الذي لو أنزل على جبل فتته ما يفتت الحصيات الصغيرة،
شوف اليقين، المسألة يقين وتصديق بكلام الله ووعده، صفة ركوب بعضهم بعضا كما وصف ذلك سفيان بن عيينة بكفه. الثالثة عشرة: سبب إرسال الشهُب وهي إحراق الشياطين التي تسترق السمع. الرابعة عشرة: أنه تارة يدركه الشهاب قبل أن يلقيها وتارة يلقيها في أذن وليه من الإنس قبل أن يدركه الشهاب وهذا كما تقدم يلقي هذه الكلمة على الساحر أو الكاهن فيكذب معها مائة كذبة.
طالب: .............
المقصود أنه قبل أن يلقيها وتارة يلقيها في أذن وليه من الإنس قبل أن يدركه، الإدراك حاصل لكن هل يدركه قبل أن يلقي هذه الكلمة أو بعده. الخامسة عشرة كون الكاهن يصدق بعض الأحيان بسبب هذه الكلمة التي التقطها الشيطان، وأكذب الناس قد يصدق كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-عن الشيطان «صدقك وهو كذوب صدقك وهو كذوب» ولذا يقرر أهل العلم أن حديث الكذاب مردود بالاتفاق، لكن هل يجزَم ويقطع بأن كل ما يتكلم به كذب؟ لا، ولذلك يوجد من بعض أحاديث من اتهم من حصل منه الكذب والوضع يوجد في حديثه ما يوافق أحاديث الناس. السادسة عشرة: كونه يكذب معها مائة كذبة. السابعة عشرة: أنه لم يصدق كذبه إلا بتلك الكلمة التي سمعت يصْدق أو يصَدَّق؟
طالب: .............
إيه ضابطها عنده يصْدق، ما النسخة التي معك؟
طالب: .............
إيه لأن دس السم في العسل هو الذي يجعل الإنسان يتورط ويأكل من هذا العسل، فإذا كان كلامه كله كذب ما يمكن أن يصدقه الناس، لكن قد يصدق مرة واحد ليلبس على الناس،
الثامنة عشرة: قبول النفوس للباطل كيف يتعلقون بواحدة ولا يعتبرون بمائة كذبة، قبول الناس للباطل يعني قبول القلوب للباطل لاسيما البدع التي يزينها الشيطان أسرع من السيل في منحدره ولذلك ما نسبة هذه الواحدة إلى المائة واحد بالمائة، ومع ذلك يجد من يمشي عليه تزويره وتدليسه فيقبل كلامه، أليس قال يوم كذا وكذا كذا وكذا يعني فطابق الواقع. التاسعة عشرة: كونهم يلقي بعضهم إلى بعض تلك الكلمة ويحفظونها ويستدلون بها يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول من هذه الكلمة التي اختطفها الشيطان الجني وألقاها على وليه من الإنس، هذا الإنسي يلقيها على أمثاله ونظرائه يفتنون بها الناس. العشرون: إثبات الصفات خلافا للمعطلة مثل الإرادة، ومثل ما مر بنا من كلامه- جل وعلا- الحادية والعشرون: التصريح بأن تلك الرجفة والغشي خوفا من الله عز وجل، في الحديث الأول قال خضْعانا خضَعانا، وتأخذ السموات رعدة أو رجفة، وكل هذا من خوف الله- جل وعلا- الثانية والعشرون: أنهم يخرون لله سجدا، وهكذا المسلم إذا أصابه ما يغير شيئًا من مسار حياته ينبغي أن يلجأ إلى الله إما بسجود شكر أو بسجود لسماع كلام الله الذي فيه سجدة، الذي يسمونه سجود التلاوة كما كان الملائكة يسجدون إذا سمعوا ما سمعوا والله أعلم.
وعلى هذا نقف على باب الشفاعة ويكون بداية الدورة الثالثة بإذن الله تعالى، والأسبوع القادم وما بعدها في الدروس المرتبة العادية اليومية كما هو معلَّق في الجدول المنصوب هناك.
طالب: .............
كيف إذن يستدل؟! في الأصل أشعري، هو استدل به ويقول الكلام قديم، ويقول الحديث الجديد وقيل للحديث كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام-حديث في مقابلة القديم وهو كلام الله.
لعلنا نجعله في أول كتاب ينتهي من الجدول- إن شاء الله تعالى- والا فالجدول مزحوم.
طالب: .............
الشمائل مهمة نحتاج إليها، والسيرة عمومًا، هناك تقصير كبير في دراسة السيرة.
لأن المصدر قد يضاف إلى فاعله وإلى مفعوله هذا مضاف إلى الفاعل.
في حديث علي- رضي الله عنه- متساوٍ أم متفاوت؟
«لعن الله من ذبح لغير الله» «لعن الله من لعن والديه» «لعن الله من غير منار الأرض» لا شك أنه متفاوت.
أبو بكر لما آذاهم المنافق قال: قوموا بنا نستغيث برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال الرسول -عليه الصلاة والسلام- «إنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله» وقيل في وقته أنه قد لا يكون هذا من الشرك؛ لأنه من النوع الذي يقدر عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- فلا يكون شركا وإن كان بعضهم يرى أنه قد يكون من النوع الذي فيه نوع شرك؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يقدر، وعدم القدرة قد تكون شرعية وقد تكون عادية، هو -عليه الصلاة والسلام- ممنوع من قتل المنافقين؛ لئلا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه، ولكن القدرة العادية موجودة فلا يدخل في الشرك على الأصح، لكن النبي -عليه الصلاة والسلام- أراد أن يسد الذريعة ويغلق الباب.
طالب: .............
قوموا بنا نستغيث برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
طالب: .............
وهو حي قادر، وإذا كان فيه مخالفة شرعية نبه عليها من باب البيان وقد حصل.
ذكرنا فيما سبق أن من رواة الحديث المعروف بالثقة والأمانة والديانة أنه جعل يتصدق عن كل غيبة بدرهم قال فهانت عليه الغيبة، ثم عدل عن ذلك إلى أن يصوم كلما اغتاب شخصًا يومًا فانقطعت الغيبة، ولا يوجد نظيره في السنة ولا من فعل الصحابة، لكن إذا أراد بذلك المنع صار حكمه حكم اليمين.
هذا سوء أدب معه -عليه الصلاة والسلام- والرسول -عليه الصلاة والسلام- معصوم، ولكنه قد يفعل خلاف الأولى فلا يُقَرّ عليه كما في قصة أسرى بدر.
هذا إن كان هو الذي وجه إلى ذلك وحرص عليه لا شك أنه فيه خدش في الإخلاص، وذكر ابن الجوزي أن من كتب على مسجد بناه فإن هذا حظه ونصيبه من الأجر، لكن هذا فيه مبالغة؛ لأنه قد يكون الهدف من ذلك أن يدعى له إذا رئي هذا المسجد ورئي الاسم فبهذا الهدف لا يكون خلله كبيرا، أما إذا أراد أن يتحدث به الناس وأنه بنى مسجدا، وأنه فعل كذا وكذا هذا لا شك أنه مؤثر، فضلا عن كونه يكتب اسمه على مسجد لم يبذل فيه هللة، مكتوب اسم المسجد لما انتهى على نفقة المحسنين، باسم عالم من العلماء، فجاء شخص وأخذ اللوحة وكتب اسمه قال هو باذل شيء؟ أنا مثله ما الفرق بيني وبينه، وصار كلما أعيدت اللوحة على الباب أخذها ووضع اسمه- نسأل الله العافية-.
طالب: لكن لو وضعه غيره يا شيخ لو وضع الاسم غيره كأولاده مثلاً.
المقصود أن هذا لا شك أنه مؤثِّر أما إذا وضعه غيره فليس مسؤولاً عن فعل غيره.
طالب: .............
إيه من أجل أن يقتدى به.
المحبة وحدها لا تكفي، والعاطفة وحدها لا تكفي إن لم تكن مقيَّدة ومزمومة بزمام الشرع، فالغلو معناه زيادة المحبة على ما شرع الله جل وعلا.
إذا كانت المسألة في يزيد وهو مختلف فيه بين الأئمة الكبار وذكرنا أنه في الأحكام السلطانية للقاضي أبي يعلى ذكر عند الإمام أحمد ورأى أنه يستحق، لكن مع ذلك قال له ابن عبد الله ألا تلعنه قال هل رأيت أباك لعانًا، مع أن بعض أهل العلم يحسنون الظن به ولا يرونه مستحقًا للعن، مع أنه قام بالخلافة مع أنه حصل منه ما حصل في الحرة من إذلال الصحابة ومن قتل خيار الناس في سنة ثلاث وستين في الحرة، والأمر عظيم وقد أفضى إلى ما قدم.
لا، بعضهم قال أنهم يلعنون أبا هريرة ويسكت من باب مصلحة الدعوة هذا الذي لا يمكن أن يُقَرّ.
نعم قد يوجد في بعض النسخ المجردة من المسائل، لكن المسائل موجودة في نسخ صحيحة موثقة عليها خط الشيخ رحمه الله.
يعني هل الباب الذي فيه حديث تكلم فيه ما فيه إلا هذا الحديث؟! الشيخ لا يعتمد على الضعيف، لكنه قد يذكر الحديث الذي فيه كلام لأهل العلم واختلف فيه على رأي مَن يثبته، وأيضًا هو مشهود له بما قبله من آية أو حديث صحيح، أما حديث ضعيف يبنى عليه باب من أبواب التوحيد فلا.
أكثر شيء يعين على الإخلاص معرفتك بأن الإخلاص شرط لقبول العمل، إذا عرفت هذا حرصت أن يعينك على تحقيق هذا الإخلاص فأبشر بالخير- إن شاء الله- مع علمك بأن مقابله من التشريك أنت تشرِّك شخصا لا ينفع ولا يضر، وقد لا يكون موجودا؛ لأنه قد يصلي شخص ويطيل الصلاة لوجود شخص ثم يخرج هذا الشخص من المكان وهو لا يشعر وهذا مازال يطيل الصلاة من أجله، مسكين مثلك هذا لا يملك لك شيئًا.
هاه جاوب يا أبو عبد الله.. عطه المكبر..
طالب: .............
المقصود يقول لو هدد جني إنسانة بالقتل إن لم يزن بها فما العمل؟
طالب: .............
زيت الزيتون..
طالب: .............
نفس المكان الذي هو موضع..
طالب: .............
يسألون عن طبعات بعض الكتب وأجيب عنها مرارًا.
والله يقول هذا على ثلاثين نسخة، النسخة التي في أيدينا ووزعت يقول أنه على ثلاثين نسخة، مع أن الطبعات القديمة صحيحة، الطبعة التي علق عليها الشيخ أحمد شاكر صحيحة،
ليس على وجه التحديد وإنما قد تزيد وقد تنقص.
إذا تجاوز في المديح دخل وإذا فحسان أنشد في مدحه بين يديه -عليه الصلاة والسلام-.
أما دخوله في اللفظ فلا شك فيه، وأما كونه مثل الشرك الأكبر بمعنى أنه يخلد صاحبه في النار فلا، إنما يعذب بقدر شركه الأصغر الذي هو حكم الكبائر من حيث عدم الخلود في النار، وهو مشبه للشرك الأكبر في تحتم العقوبة ودخول النار.