المجد ابن تيمية جد شيخ الإسلام. المنتقى كتاب عظيم حوى جل أحاديث الأحكام، فلا يستغني عنه طالب علم، حيث جمع جل ما يحتاجه طالب العلم من أحاديث الأحكام، وإن كان فيه الصحيح والحسن والضعيف. هذا الكتاب أجمع من المحرر والبلوغ، وإذا انتهى الطالب من حفظ البلوغ ودراسته، رواية ودراية فينتقل إلى المنتقى؛ لأنه أوسع، وفيه من الأحاديث ما لا يوجد في غيره مجتمعة، فالحافظ ابن حجر في بلوغ المرام لم يلتزم إيراد كل ما يتعلق بأحاديث الأحكام، ولذا تجد ما في البلوغ يعادل ربع ما في المنتقى، والمنتقى فيه أربعة آلاف حديث، وعمدة الأحكام لا تصل إلى الثمن من هذا المقدار. صاحب المنتقى لا يقول: "متفق عليه" حتى ينضم إلى الشيخين الإمام أحمد في المسند، فإذا كان الحديث مخرجا في المسند والصحيحين من طريق صحابي واحد، قال المجد: "متفق عليه"، وهذا اصطلاح خاص به، ولا مشاحة في الاصطلاح. وقد عني العلماء بكتاب المنتقى وشرحوه مع كثرة أحاديثه، فشرحه الإمام الشوكاني، في كتابه المشهور (نيل الأوطار)، والكتاب أصله عظيم، وشرحه نفيس. المنتقى طُبع بتحقيق طارق عوض الله، وطُبع كذلك بتحقيق محمد صبحي حلاق، ولم أقارن بين التحقيقين، وكلاهما يحتاج إلى مزيد من العناية من خلال المراجعة السريعة، فلا يكفي لا هذا ولا هذا، فمن أراد أن يخرّج الكتاب، ويدرس أحاديثه، ويحكم عليها، فيحتاج إلى مزيد عناية، ولا يكفيه هذان التحقيقان.
تصنيف الكتاب
كشاف الكتاب