أبو الوليد الباجي إمام فقيه من كبار أئمة المالكية.
المنتقى للباجي كتاب نفيس ونافع، لا يستغنى بغيره عنه، وهو من أهم شروح الموطأ، يفيد منه طالب العلم فائدة كبيرة، لا سيما ما يتعلق بمذهب المالكية، فالذي يريد أن يطلع على مذهب الإمام مالك عليه بمثل هذا الكتاب.
والكتاب شرح متوسط، ليس مثل التمهيد أو الاستذكار، بل وسط، ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل، ذكر في مقدمته أنه اختصره من كتابه المبسوط الموسع المسمى (الاستيفاء)؛ لتعذر درسه على أكثر الناس.
اقتصر في المنتقى على الكلام على معاني ما يتضمنه الحديث من الكلام على الفقه مربوطة بما يتعلق بها في أصل كتاب الموطأ؛ " ليكون شرحا له وتنبيها على ما يستخرج من المسائل منه ويشير إلى الاستدلال على تلك المسائل والمعاني التي يجمعها وينصها ما يخف ويقرب ليكون ذلك حظ من ابتدأ بالنظر في هذه الطريقة من كتاب الاستيفاء إن أراد الاقتصار عليه وعونا له إن طمحت همته إليه "، يعني إن أراد الاقتصار على المنتقى يكفيه، لكن إن طمح إلى كتاب الاستيفاء يكون المنتقى توطئة وتمهيدا ودرجة يمكن أن يصعد بواسطتها إلى الاستيفاء.
يقول: " أعرضت فيه عن ذكر الأسانيد، واستيعاب المسائل والدلالة، وما احتج به المخالف، وسلكت فيه السبيل الذي سلكت في كتاب الاستيفاء، من إيراد الحديث والمسألة من الأصل، ثم أتبعت ذلك ما يليق به من الفرع، وأثبته شيوخنا المتقدمون - رضي الله عنهم - من المسائل، وَسُدَّ من الوجوه والدلائل، وبالله التوفيق".
وشرح المنتقى للباجي أفضل من شرح الزرقاني، لكن شرح الزرقاني أسهل من شرح الباجي. والمقصود أن شرح الباجي من الشروح التي ينبغي لطالب العالم أن يعنى بها.
المنتقى مطبوع ومتداول، وهو مطبوع في سبعة مجلدات كبار في مطبعة السعادة، طبعة لا بأس بها، وهي أفضل الطبعات إلى الآن.
تصنيف الكتاب
كشاف الكتاب