{فَذَكِّر بِالقُرآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [ ق/45]، فالتَّذكِير التِّي هِيَ الوَعظ هي وظيفةُ الأنبياء، ووظيفةُ وُرَّاثِهِم وأَتبَاعِهِم، التَّذكير والوَعظ؛ لاسِيَّما بالقُرآن، من أعظم ما يُوعَظُ بِهِ ويُذَكَّر بِهِ القُرآن، وللقُرَّاء ولِأئِمَّة المَساجِد؛ لا سِيَّما الذِّينَ يَحرِصُون على تَحسِين وتَزيِين الصُّوت بالقُرآن، لهُم نصيب من هذا إذا استَحضَرُوا مثل هذا، وتَجِد بعضهُم عندهُ الصُّوت الجميل والقِراءة الجَيِّدة، ثُمَّ بعد ذلك يَبخَل على النَّاس! يَقرَأ الآيَة والآيَتِين ثُمَّ يَركَع، والنَّاس بِحَاجة إلى التَّذكِير بِكلَامِ رَبِّ العَالَمِين، فَذَكِّر هو يُذَكِّر، هذهِ وَظِيفَتُهُ؛ لَكِن يُؤمَر بذلك للدَّوام عليهِ، كما أنَّ المُؤمن يُؤمَر بالإيمان {يا أيُّها الذِّين آمنُوا آمِنُوا} يعني دُومُوا على إيمانِكُم، فَالمُتَلَبِّس بالشَّيء المُتَّصِف بِهِ؛ يُؤمَرُ بِهِ مِن أَجلِ الاستِمرَارِ عليهِ.