((حتَّى أهلُ مكَّة من مكَّة)) أهلُ مكَّة يُحْرِمُونَ بالحجِّ من مكَّة، والعِبارة أو الجُملة تَدُلُّ على أنَّ المكِّي يُحرم من مكَّة مُطلقاً سواءً كان لِحجٍّ أو عُمرة؛ لأنَّهُ يقول: ((حتَّى أهلُ مكَّة من مكَّة)) عُمُوم اللَّفظ يتناول الحاج والمُعتمر، فيُحرم المكِّي من مكَّة سواءً كان نُسُكُهُ حَجًّا أو عُمرة؛ لكنْ جُمهور أهلِ العلم على أنَّ المُعتمر لا بُدَّ أنْ يخرج إلى الحِلّ؛ لِيَجْمَعَ في نُسُكِهِ بين الحِلِّ والحَرَم، أمَّا الحاج لا يَلْزَمُهُ أنْ يخرُجَ إلى الحِلّ؛ لأنَّهُ سوف يخرُج للوُقُوف، وعَرَفة من الحِلّ، وعلى هذا حَمَلَ أهلُ العلم هذا الحديث على الحاج دون المُعتمر ما الذِّي يُخرج المُعتمر من هذا النَّص؟! حديث عائشة وأنّ النبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- أمر عبد الرحمن أنْ يذهب بها إلى التَّنعيم فتُحرم من هناك، والرَّسُول -عليه الصَّلاة والسَّلام- وصحابتُهُ معهُ في الانتظار، ولو كان الإحرام من مكَّة يُجْزِئ أو يكفي لَمَا تكَلَّف وكَلَّفَ غيرَهُ بأنْ تخرج إلى الحلّ فَتُحرم منهُ، فهذا من العام المخصُوص.