من أهداف الصوم تحقيق العفاف، وهذا مهم في حياة المسلم، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» [البخاري (1905)، ومسلم (1400)]، والصوم الذي يحقق هذا الهدف -وهو العفاف- هو الصوم الشرعي الذي يؤتى به على الوجه المطلوب، فقد يقول قائل -وقد قيل-: كثير من الشباب لا يردهم الصوم، ولا يكفهم عن ثوران شهواتهم! وهذا الكلام معارض بكلام من لا ينطق عن الهوى: «ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء»، وكون الصوم وجاء يتركب من عدة أمور:
الأمر الأول: النية الخالصة لله -جل وعلا-.
الأمر الثاني: تحقيق الاتِّباع.
الأمر الثالث: جعل الطريقة والهدي النبوي في كيفية الأكل والشرب والنوم والاستيقاظ أصلًا كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، أما أن يسهر الليل، ويتنقل من أكل إلى أكل، ومن شرب إلى شرب، ومشاهدة ما يثير الشهوة، ثم بعد ذلك في النهار ينام أكثر الوقت، فهو يكثر الأكل في الليل ثم ينام النهار، فهذا متى يحرق كومة الطعام التي خزنها في جوفه؟!
إن هذا الصوم لا يتحقق منه الهدف الذي يترتب عليه، وهو العفاف، فعليه أن يتناول الطعام في وقته، وأن يتقلل منه، ويعمل في النهار، وينبذ النوم فيه، فوقته قصير.