أكثر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه المبين من ضرب الأمثال، والفائدة منها أنها تؤثر في القلوب ما لا يؤثره وصف الشيء في نفسه وذلك لأن الغرض من المثل تشبيه الخفي بالجلي والغائب بالشاهد فيتأكد الوقوف على ماهيته ويصير الحس مطابقًا للعقل وذلك في نهاية الإيضاح، ألا ترى أنه -سبحانه وتعالى- لما ضرب المثل للضعف ببيت العنكبوت كان ذلك أبلغ في تقرير صورته من الإخبار بضعفه مجردًا، ولهذا أكثر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه المبين من ضرب الأمثال وقال: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالَ نَضْرِبُهَا للنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ} [سورة العنكبوت:43] ولذا كان بعض السلف إذا قرأ المثل فلم يفهمه بكى لأنه يستدل بذلك على أنه ليس من أهل العلم.