قال تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة: 24] الناس: الذين هم المشركون، والعصاة -إذا لم يتوبوا ولم يعف الله عنهم-، والحجارة: الأصنام، يعني أن النار مفرطة الحرارة تتقد بالحجارة، نار الدنيا لو وضعت عليها حجرًا لانطفأت، وأما نار القيامة فمفرطة الحرارة تتقد بالناس والحجارة
وقيل المراد بالحجارة الكبريت، وهذا أشد في عذابهم -نسأل الله العافية-، وهي ليست كنار الدنيا؛ لأن نار الدنيا جزء من سبعين جزءًا من نار الآخرة، فنار الآخرة فُضِّلَت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءًا كلها مثل حرِّها، ففي الأثر: لو أنه خرج شخص من نار الآخرة إلى نار الدنيا لنام عليها. يعني مثل ما ينام الواحد بالشمس الآن.
لو أن شخصًا أمسك الإبريق وهو حار بدون حاجز لاحترق، فكيف بنار هي بالنسبة لهذه النار سبعين ضعفًا؟! «فاتقوا النار ولو بشق تمرة».