في قوله تعالى: {أَيُحِبُّ أَحَدَكُمْ أنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} بعضهم يبدي سرًّا في تشبيه الغيبة بأكل لحم الأخ ميِّتًا؛ لأن من اغتيب لا يتضرر بالغيبة ولا يحس بها، فإذا اغتاب مسلمٌ شخصًا فلن يحس ذلك الشخص بالغيبة في حال غيبته، ولن يتضرر بذلك، إلا إذا كان يدبِّر له مكيدة، فيتضرر بآثارها ونتائجها، وكذلك إذا أكل لحمه وهو ميّت لا يتضرر، ولذا قالوا: لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها، فهذه مناسبة دقيقة بين الغيبة وبين أكل لحم الأخ الميّت. لكن السب والشتم في الوجه كأكل لحمه حيًّا، فيجتمع مع الإساءة إليه الإضرار به، فأكله حيًّا يؤدي إلى قتله وموته وهذا أشد.