((..وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب)) الرَّفث الكلام البذيء سواءً كان منهُ ما يتعلَّق بالنِّساء وهو الأقرب أو غيرُهُ ((ولا يصخب)) كلام فيه صخب ولغط ويُؤدِّي إلى شجارٍ ونِزاع، كل هذا ممنُوعٌ منهُ المُسلم مُطلقاً، ويُتأكَّدْ المنع منهُ في حال الصِّيام فلا رفث ولا فُسوق ولا عصيان ولا صخب في حياة المُسلم كُلِّها، ومن باب أولى إذا كان مُتلبِّساً بِعبادة كما هُنا ((فلا يرفث ولا يصخب)) وفي الحج: ((ومن حجَّ فلم يرفُث ولم يَفسُق رجع من ذُنُوبِهِ كيوم ولدتهُ أُمُّهُ)) ((..فإنْ سَابَّهُ أحدٌ أو قاتلهُ..)) اعتدى عليهِ بلِسَانِهِ أو بيدِهِ ضاربهُ، أو بِسِلاحِهِ ((..فليقُل إني امرُؤٌ صائم)) يُخبرُهُ بذلك؛ لِيَكُف؛ وليُخْبِرَهُ أنَّهُ ليس بعاجز عن الرَّد عليهِ؛ وإنَّما يحْجُزُهُ هذهِ العِبادة التِّي تلبَّسَ بها، ((فليقُل إني امرُؤٌ صائم)) من أهلِ العلم من يرى أنَّ مثل هذا الكلام يُقال في صوم الفرض؛ لأنَّ النَّاس كُلُّهُم صائمُون والفرض لا يدْخُلُهُ رياء، وهو مطلُوب من النَّاس كُلِّهم، وأما في النَّفل لا ينبغي أنْ يقول إنِّي امرُؤٌ صائم؛ لئَلاَّ يُخبر بسَرِيرَتِهِ، ويكشِف حقيقة أمرِهِ؛ وإنْ كان النَّص عام، يعني إذا سابَّهُ أحد أو قاتَلَهُ يُخبرُهُ بأنَّهُ ما حَجَزَهُ وما منعهُ عن الاقتضاء منهُ والاقتصاص إلاّ الصِّيام؛ وإلاَّ ليسَ بعاجِز.