الطَّريقة المُثلى لِحفظ المتُون، فقد شرحناها في مُناسباتٍ كثيرة؛ لكن باختصار: يُحدِّد الطَّالب ما يُريد حِفْظَهُ، وكُلُّ إنسانٍ اعْرَفْ بِمَقْدِرَتِهِ، وما يَسْتَطيع حِفْظَهُ، فإذا كانت الحافظة تُسْعِفُهُ لِحِفْظِ قَدرٍ أكبر هذا طيِّبْ، فيُحاول أنْ يحفظ هذا القَدر الذِّي حَدَّدَهُ، ويُردِّدَهُ حتَّى يرسخ في ذهنه، إنْ كانت حافِظَتُهُ مُتوسِّطة يأخذ قَدْر مُتوسِّط، وإذا كانت حَافِظَتُهُ ضَعِيفة يأخذ قَدْر قليل؛ لأنَّ الكثير الذِّي لا يُستطاع لا يَثْبُت في الذِّهْن، فمثل هذا إذا كَرَّر هذا القَدْر، وهذا النَّصيب الذِّي قَرَّر حِفْظَهُ هذا اليوم حتَّى ضَبَطَهُ وأتْقَنَهُ؛ وليَحْرصْ أنْ يحفظ بعد أنْ يقرأ النَّصَّ على شيخ؛ ليُصَحِّحَ لهُ ويُقوِّم له، ويَقرأ من نُسَخٍ صحيحة مُوَثَّقة؛ لأنَّهُ إذا حَفِظ على خطأ استمرَّ الخطأ، فإذا حَفظ نصيب هذا اليوم، وليَكُن من القرآن خمس آيات لضعيف الحافِظة، أو عشر للمُتوسِّط، أو ورقة للذِّي تُسْعِفُهُ حافِظَتُهُ لِحِفْظِ ورقة إذا كَرَّرَهُ وأتْقَنَهُ وضَبَطَهُ، من الغَد يُكَرِّر هذا النَّصِيب خمس مرَّات، ثُمَّ يبدأ بِنصيب اليوم الثَّاني فيُكَرِّرَهُ حتَّى يَحْفَظَهُ مثل ما فعل بالأمس، ثُمَّ في اليوم الثَّالث يُكرِّر نصيب اليوم الأول أربع مرَّات، ونصيب اليوم الثَّاني خمس مرَّات، ثُمَّ يبدأ بنصيب اليوم الثَّالث فيفعلُ بِهِ ما فعل وهكذا... إذا كُرِّرَ الحِفظ بهذهِ الطَّريقة رَسَخ في ذِهْنِ حَافِظِهِ.