كيف يجمع طالب العلم غير المُتفرِّغ بين مشاغل الدُّنيا وبين طلب العلم؟
يكثُر مثل هذا السُّؤال من المُنْشَغِلين والمُشْتَغِلِينْ بغير العلم الشَّرْعِي أما في وظائف وفي أعمال وفي مرافق تَحْتَاجُها الأُمَّة من أعمال إدَارِيَّة لا بُدَّ من القيام بها، ومِنْ عُلُوم غير شَرْعِيَّة كالطِّب والهندسة، كثيرٌ من الأطِبَّاء والمُهَنْدِسِينْ عِنْدَهُم من الحُرْقَة ما يَجْعَلُهُم يسألُون مثل هذا السُّؤال، كيف يَجْمَعُون بين مشاغل أعْمَالِهِم الخَاصَّة فيما هُم بِصَدَدِهِ وبين طَلَبِ العلم؟ أقول: الأمُور -ولله الحمد- مُتَيَسِّرة جِدًّا، الأُمُور مُتَيَسِّرَة، فمثل هؤُلاء لو تَابَعُوا الدُّرُوس من خِلال الإنترنت؛ بحيث تكون الكُتُب التِّي تُشْرَح عِنْدَهُ في البيت، يَسْمَعْ الشيخ فُلان والشيخ فُلان يَسْمَع، معهُ المَتِنْ ويُعلِّق أو يَسْمَع التَّسْجِيل أشرطة، ويُفَرِّغ ما سَمِعَهُ من هذهِ الشُّرُوح على المُتُونْ، ويسأل عمَّا يُشْكِل عليهِ إذا كان عِنْدَهُ إنترنت يُسجِّل سُؤالُهُ ويُجاب عليهِ قبل النَّاس! يُجاب سُؤالُهُ قبل الحَاضِرِينْ، وتأتِي الأسئلة من المَشْرِق ومنَ المَغْرِبْ بأُمُور لا تَخْطُر على البال، يعني من يَتَصَوَّر أنَّ الأسْئِلَة تَأْتِي في الحال من كندا ومن اسْتُراليا ومِنَ المغرب والمشرق ومن كلِّ بَلَد، ولَمِسْنَا ثَمَرَة المُتَابَعَة عِنْدَهُمْ، صار عندَهُم شيء من التَّحصِيل، نَفَعَ اللهُ -جَلَّ وعَلا- بهذهِ الآلات نَفْعاً عَظِيماً، فالتَّحصِيل مِنْ خِلال هذِهِ الآلات لمن لا يَسْتَطِيع الحُضُور بين يَدَيّ الشُّيُوخْ وسِيلَة منْ وَسَائِل التَّحْصِيلْ.