معاناة كتب اللغة تحتاج إلى شيء من الانتباه إلى أصل المادة، فأنت إذا بحثت عنها في «القاموس» أو في «لسان العرب» أو في «الصحاح» فستبحث من خلال آخر حرف في الكلمة؛ لأن هذه المراجع مرتبة بحسب أواخر الحروف، وإذا بحثت عنها في «أساس البلاغة»، وفي «المصباح المنير» فستبحث من خلال الحرف الأول؛ لأن هذه المراجع مرتبة باعتبار الحرف الأول، فمعرفة أصل الكلمة وكيفية ردها إلى أصلها مهم بالنسبة لمن يعاني كتب اللغة، فمثلا: كلمة: (التقوى) اختلف في أصلها هل هي من (وقى) من الوقاية، فالحرف الأول واو، والحرف الأخير حرف لين، وهل هو واو أو هو ياء من وقيته؟ والبحث في الحروف اللينة في آخر الكتب سهل، سواءً كان أصله واوًا أو ياءً أو ألفًا، وهناك معاجم أصعب من هذه المعاجم، منها قواميس مرتبة على المخارج، ولا يمكن الإفادة منها إلا بالفهارس، مثل: «العين»، و«تهذيب اللغة»، و«المحكم» لابن سيده، وغيرها، وهذا يجعل الطالب يهتم بمثل هذا الكلام، وإن كان بعضهم يرى هذا من الفضول، وأنه تضييع للوقت، ولكن الأمر ليس كذلك، بل إنه من أهم المهمات.