الحَجّاج - رغم ما أُثر عنه من ظلم ومخالفات، إلا أن له عناية فائقة بالقرآن - يقول - ويُؤثر هذا عن بعض السلف أيضًا -: «إنه لا يجوز أن تقول: (البقرة)، إنما تقول: (التي يُذكر فيها البقرة)»، لكي تتم المطابقة بين الترجمة وما تُرجم له، فإذا قلت مثلاً: (سورة البقرة) وقصة البقرة لا تمثل من السورة إلا آيات، قد تكون النسبة بينهما واحدًا إلى خمسين من السورة، فكيف يترجم بهذه النسبة على السورة بكاملها؟!
لكن هذا القول مردود؛ لأن تسمية سورة البقرة أو آل عمران أو غيرهما بهذه الأسماء جاءت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أورد البخاري من الردود على هذا القول ما أورد، ومن ذلك حديث ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: «هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة» [البخاري (1747) واللفظ له، ومسلم (1296)]، والنصوص في هذا كثيرة جدًّا، وقد اتفق الناس على كتابة هذه الأسماء أوائل السور في المصحف، فهذا القول لا اعتبار له، وعلى هذا فيجوز أن نقول: (سورة البقرة)، ومثلها غيرها من السور.