وَدُم على الباقيات الصَّالِحات، الباقيات الصَّالحات الذِّكر، التَّسبيح والتَّحميد، والتَّهليل، والتَّكبير، وحَوقِل، أكثر من قول لا حول ولا قوُة إلاَّ بالله، والجنَّة قِيعان، وغِراسُها التَّسبيح والتَّحميد والتَّهليل والتَّكبير، وجاء في الحديث أنَّ إبراهيم قال للنبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- أقرِئ أُمَّتِك مِنِّي السَّلام، وأخبرهم أنَّ الجَنَّة قِيعان، وأنَّ غِرَاسَها التَّسبيح، والتَّحميد سُبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلاَّ الله، واللهُ أكبر، وهي الباقيات الصَّالحات، ولا يزال لسانك رَطباً بذكر الله -جلَّ وعلا-، وحَوقِل لا حول ولا قُوَّة إلا بالله، كنز من كُنُوز الجنَّة، مَن يَتَصَوَّر هَذَا الكَنز؟! لا يَخطُر على بال! يعني الجنة التِّي تُرابُها المِسك الإذفَر... فما الذِّي يُخفى تَحتَ هذا التُّرَاب؟! يعني إذا كان النَّاس يَكنِزُون الذَّهب تَحتَ التُّراب العادي... فكيف بالكنز الذِّي يُكنَز تحت المِسك؟! يعني شيء لا يَتَصَوَّرَهُ عقل، ولا يَخطُر على قلبِ بشر!.
واسأَل الله رزقاً حُسنِ مُختَتَمِ، يعني اسأَل الله حُسن الخاتمة، واجعَل لِسَانك رَطباً دَائِماً مُلازِماً للدَّعوة بِحُسنِ الخاتمة؛ لأنَّهُ جاء في الحديث الصَّحيح ((إنَّ الإنسان لَيَعمَلُ بِعَمَلِ أهلِ الجَنَّة حتَّى ما يَكُون بَينَه وبينها إلاَّ ذراع؛ فَيَسبِقُ عليهِ الكتاب؛ فَيَعمَلُ بعمل أهلِ النَّار؛ فيدخُلها)) وسَلَفُ هذهِ الأُمَّة على وَجَلٍ دائِم، ومُراقَبَةٍ تَامَّة لِحُسنِ الخاتمة، فهم يَلهَجُونَ بهذا في كُلِّ وقت؛ خَوفاً من سُوءِ الخاتمة؛ لأنَّ العِبرَة بالخواتم.