الفتنة عند أهل اللغة كما قال ابن فارس رحمه الله: «الفاء والتاء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على ابتلاء واختبار من ذلك الفِتْنة، يقال: فتَنْتُ أفتِنُ فَتْنًا، وفَتَنْتُ الذّهبَ بالنّار، إذا امتحنتَه وهو مفتونٌ وفَتِين» [مقاييس اللغة (4/472)]. وقال الأزهري رحمه الله: «جِمَاعُ مَعْنى الفِتْنَةِ في كلام العرب الابْتَلاءُ والامْتِحَانُ وأصلها مأخوذٌ من قولك: فَتَنْتُ الفِضّةَ والذَّهَبَ إذا أذبتهما بالنار؛ ليتميَّز الرديء من الجَيِّد» [تهذيب اللغة (14/211)] زاد الراغب الأصفهاني: «واستعمل في إدخال الإنسان النار، قال تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13]، وقال تعالى: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} [الذاريات: 14] أي: عذابكم، وذلك نحو قوله: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [النساء: 56]، وقوله: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا} [غافر: 46] الآية، وتارة يسمون ما يحصل عنه العذاب فيستعمل فيه نحو قوله: {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [التوبة: 49]، وتارة في الاختبار نحو: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40]» [مفردات غريب القرآن (1/371)].