الإحسان كما فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» [البخاري (50)، ومسلم (8، 9)] وهي منزلة المراقبة، ومرتبة الإحسان فوق مرتبة الإيمان، وتكون لمن استحضر معنى اسم الله الرقيب والشهيد، ومن استحضر مراقبة الله له وشهادته عليه لن يقدم على ذنب، ولن يترك واجبًا؛ لأنه يستشعر أن الله -جل وعلا- يراه، ولكن فوق مرتبة استشعاره كون الله -جل وعلا- يراه، المرتبة التي يعبد الله فيها كأنه يرى اللهَ -جل وعلا- فإذا وصل إلى هذه المنزلة العظيمة، وإذا استشعر أنه يرى الله -جل وعلا- فمثل هذا لا يستطيع أن يفعل ما منعه الله منه -جل وعلا- بحضرته، ومثل هذا لا يتصور منه وقوع الذنب، فإذا كان الإنسان بحضرة مخلوق لا يستطيع أن يفعل ما لا يرضي هذا المخلوق لا سيما إذا كانت له سطوة بحيث يخاف منه، فكيف بالواحد القهار العزيز الجبار، والله المستعان؟!