يقول: كثرت في الآونة الأخيرة الاختلاف في الفتاوى، وكثر المفتون، كل إنسان يُفتي؛ فأصبح الإنسان لا يعرف من أين يأخذ الفتوى؟
جاء في الصحيح: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال؛ وإنما يقبضه بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رءوسا جهالا- وفي رواية-: رؤساء جهالاً سئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) الرئاسة الحقيقية لأهل العلم من هذا الحديث، فمن يستحق الرئاسة؟ يستحق الرئاسة أهل العلم والعمل والورع، وعامة الناس هم لا يعرفون من العلم، أو يعرفون الشيء اليسير يُميّزون بين المخلص وغير المخلص، يُميّزون بين من تكثر إصابته ممن تكثر شواذه، عندهم في الحديث: ((استفت قلبك)) وفي الغالب أن من يستفتي أمثال هؤلاء الذين يفتون بغير علم أنه لهوى في نفسه، ولذلك إذا جاء الأمر الذي يهمه ويحتاج إلى احتياط؛ ما سأل مثل هؤلاء! فعلى المسلم وعلى وجه الخصوص طالب العلم أن ينظر في حال هذا المفتي؛ إن كان من أهل العلم والدين والورع؛ يقبل، ويعرض قوله على الدليل؛ إن وافق أخذ به وإلا تركه.