يقول: حياة العلم مُذاكرتُه، فكيف تكون مُدارسة العلم ومُذاكرته، وكيف يُراجع طالب العلم جميع العلُوم؟ فالعلم مع الأيام يُنسى والأشغال تَكثُر فكيف نُراجع؟ تَعِبنَا نُراجع وننسى!
مُذاكرة العلم مع الأقران قبل وبعد؛ قبل الدَّرس وبعده، ينتقي طالب العلم خمسة من أقرانِهِ يُقارِبُونَهُ في الفهم وفي الحفظ ويتعاون معهم على هذا الأمر، وهذا لا شك أنَّهُ من أعظمِ أنواع التَّعاون على البِر والتقوى، فهؤلاء الخمسة أو الستة أو العشرة مثلاً؛ يجتمعون قبل الدَّرس ثُمَّ يقرؤُون القَدْر المُقرَّر شرحُهُ في الدَّرس، ثُمَّ يقرؤُون القَدْر المُقرر شرحُه في الدرس، ويَحفَظُونَه كل واحد يُراجِع على الثَّاني، ثُمَّ بعد ذلك ينصرف كُل واحد في زاوية ومَعَهُ ورقة وقَلَم ويُعَلِّق على هذا الكلام؛ يَشرَح هذا الكلام من تِلقَاء نَفْسِه، يَشرَح هذا الكلام من تِلقَاء نَفْسِه، ثُمَّ بعد ذلك يَقرؤون كُل واحد يُصَحِح للثَّاني، إذا انتهوا من هذا قرؤوا الشَّرح على هذا الكلام مِنْ قِبَل أهل العِلم، نفترض أَنَّهُ مقطع خمسة أسطر من زاد المُستقنع؛ يحفظونه إذا كان الشيخ يُطالِب بالحِفْظ وكُل واحد يضع عليه شرح أو حاشية حَسَب اِستِطَاعَتِه؛ حسب فهمه وتصوره لهذه المسألة، ثُمَّ بعد ذلك يُصَحِح كل واحد للثَّاني ويُراجِعُون الشَّرح الرَّوض المُربع أو المُمْتِع أو غَيرَهُما من الشُّروح يُراجِعُونها؛ يُصَحِحُون الأخطاء التي وَقَعُوا فيها، ثُمَّ يُرَاجِعُون إذا كان هُنَاك حَوَاشِي، وبَعدَ ذَلِك يَذهَبُون إلى الدَّرس، الآن عِنْدَهُم تَصَور شبه كامل عن الدَّرس، يَسْمَعُون ما يَزِيدُه الشيخ على مَا تَدَاوَلُوهُ بَيْنَهُم، يَسْمَعُون ما يَزِيدُه الشيخ على مَا تَدَاوَلُوهُ بَيْنَهُم، ثُمَّ إذا رَجَعُوا تَنَاقَشُوا؛ كُل واحد يَسْأَل الثَّانِي عَنْ مَا حَصَل فِي الدَّرس وقَبْل الدَّرس، بعد هذا لا يحتَاجُون إلى مُرَاجَعَة، أَبَدًا لا يحتَاجُون إلى مُرَاجَعَة، وهذه طريقة شرحها الشيخ عبد القادر بن بَدْرَان الدُّومِيُّ فِي كِتَابٍ لَهُ مِنْ أَمْتَعِ الكُتُبْ اسْمُهُ: المَدْخَل إلى فِقْهِ الإِمام أحمد بن حَنْبَل.