يختلف الأمر فيما إذا ضاق الوقت أو كان الأمر فيه سعة، فإذا كان قُرب الصلاة أو قُرب فوات مَن يُعلِّمه –مثلًا-، أو فوات الشخص نفسه، فيُحرص على أن يلقَّن الشهادة؛ ليدخل في الإسلام، بحيث لو حصل له شيء صار من أهلها، وإذا كان هناك فرصة ليُعلَّم معناها فيدخل وينطقها عن قناعة، فلا مانع من ذلك، لكن الأولى أن ينطق بها بعد أن يقتنع؛ لئلا ينطق بها وهو لا يعرف معناها، ثم إذا علم لوازمها رجع عنها، فيكون مرتدًّا بعد أن كان كافرًا أصليًّا، ولا شك أن الكافر الأصلي أخف من المرتد الذي يجب قتله.
على كل حال الداعية الذي يدعو هؤلاء إلى الإسلام ينبغي أن يكون كالطبيب، يلاحظ ما يناسب هذا الشخص وما يناسب ذاك، وأحيانًا تضيع الفرصة على مريد الدخول في الإسلام بسبب تراخي مَن عنده في تلقينه الشهادة، وقد سأل سائل من جهة من الجهات من أفريقيا قال: إنه كان له زميل نصراني وقر الإيمان في قلبه، وطلب من زميله المسلم أن يدخل في الإسلام، فقال له زميله: (نذهب إلى الشيخ فلان فيلقنك الشهادة)، فذهبا إلى الشيخ المشار إليه، فقال الشيخ: (الآن باقي ربع ساعة على صلاة الظهر، أتجهَّز للصلاة، وإذا صليتُ أُلقنه الشهادة)، فخرجا من عنده وإذا هناك تبادل إطلاق نار، فذهب هذا ضحية لهذا الإطلاق فمات قبل أن ينطق بالشهادة! ولا شك أن الشيخ محروم، والذي جاء به محروم؛ لأنه في الحديث الصحيح «لأن يَهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حُمْرِ النَّعَم» [البخاري: 2942]، فلو قال له: (تشهَّد، قل: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله)، وعلمه الوضوء، وذهب به ليصلي معه، وبعد الصلاة كمَّل له وعرَّفه شرائع الإسلام الكبرى ثم أخذ يتعلم تدريجيًّا هذا هو الواجب، ولا تُضيَّع عليه هذه الفرصة، فعلى الداعية أن يكون كالطبيب يعالج هذه الأمور بحكمة، ولا يفوِّت الفرصة على نفسه في دلالته وهدايته لمريد الإسلام، ولا على هذا الشخص الذي يريد الدخول في الإسلام مثلما حصل في هذه القصة، والله المستعان.