القضاء: فعل العبادة بعد خروج وقتها، والأداء: فعل العبادة في وقتها، مثال: دخل رجل المسجد قبل صلاة الظهر –مثلًا- وصلى أربع ركعات الراتبة القبلية قبل إقامة الصلاة، فتدخل في هذه الراتبة تحية المسجد، ويدخل فيها ركعتا الوضوء، هذا كله تداخل؛ لأن هذه السنن كلها مؤدَّاة، لكن لو دخل المسجد مع الإقامة أو بعد الإقامة، وفاتته السنة القبلية، فإذا صلى الفريضة هل يقول: (أكتفي بالسنة البعدية عن القبلية من باب التداخل)؟ نقول: لا؛ لأن القبلية مقضيَّة والبعدية مؤدَّاة، فلا تدخل إحداهما في الأخرى، بل عليه أن يأتي بالسنة البعدية؛ لأن هذا وقتها، وفيه تكون أداءً، ثم بعد ذلك يقضي السنن القبلية، وحينئدٍ تكون قضاءً.
والأمثلة على ذلك كثيرة جدًّا، مَن أفطر في رمضان وقضى ما أفطره بعد رمضان قضاءً فلا يدخل فيه صيام النوافل كالستِّ -مثلًا- والاثنين، والخميس، والبيض؛ لأن هناك قضاءً وهناك أداءً، هذه فريضة لا يغني عنها غيرها، وهذه نافلة مقصودة لذاتها، فلا تدخل فيما قضاه مما فاته من صيام رمضان، والله أعلم.