(تفسير الجلالين) لجلال الدين المحلي، وجلال الدين السيوطي، ابتدأه المحلي من سورة الكهف حتى ختم القرآن، بتفسيرٍ مختصرٍ متقَنٍ محرَّرٍ، ثم عاد من أوله ففسَّر سورة الفاتحة، ثم أكمله السيوطي من سورة البقرة إلى آخر الإسراء، وذكرنا في مناسبات كثيرة أنه مما ينبغي أن يُعنى به طالب العلم؛ لأنه تفسير بمثابة المتن، من المتون المعتبرة في فنون العلم، على ما فيه من مخالفات عقدية وتأويل للصفات، ولكن مع ذلك هو تفسير قيِّم يُستفاد منه مع الحذر من هذا الخلل، والتعليق عليه، وقد قام بالتعليق عليه مجموعة من أهل العلم، لكن ينتبه لهذه المخالفات ويُعتنى بالكتاب، فهو مما يُفيد طالب العلم في بداية طلب علم التفسير، إضافة إلى المختصرات الأخرى مثل: (تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي)، و(تفسير الشيخ فيصل بن مبارك) -رحم الله الجميع-.
والحواشي على (الجلالين) كثيرة، مع أنها على (البيضاوي) أكثر، فعُدَّ من حواشي (تفسير البيضاوي) أكثر من مائة حاشية، منها الكاملة ومنها الناقصة، و(الجلالين) عليه حواشٍ موجودة ومتداولة، منها (حاشية الصاوي)، وهي حاشية سهلة، لكن فيها من المخالفات العظيمة التي تجعل طالب العلم يُعرض عن هذه الحاشية، وفيها كلام في سورة الكهف عند قوله تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً . إِلاَّ أَن يَشَاءُ اللَّهُ} [الكهف: 23-24]، قال في معرض كلامه في الاستثناء في الإيمان: (ولا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة ولو خالفت الكتاب والسنة وقول الصحابي -نسأل الله العافية-؛ لأن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر)! يقول كذا، كلام لا يقبله عاقل، فضلًا عن متديِّن أو طالب علم، وله كلام في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في سورة فاطر، وغير ذلك من المسائل التي تجعل طالب العلم يُعرِض عن هذا الكتاب بالكلية، مع أنه أسهل من (حاشية الجمل)، و(الجمل) أنقى منه وأصفى وأكثر فائدة، لكنها حاشية مطوَّلة لا تناسب المبتدئين من طلاب العلم، وله حواشٍ مختصرة مطبوعة بالهند، أكثر من حاشية، فطالب العلم يستفيد من هذا الكتاب، ويرجع إلى هذه الحواشي، ويسأل عما يُشكل عليه، ولو قرأه على شيخ متمكِّن مِن علم التفسير لأفاده. ولشيخنا الشيخ عبد الرزاق عفيفي حاشية على مقرَّر المعاهد العلمية منه من سورة غافر إلى آخر التفسير، حواشٍ مختصرة جدًّا وفي غاية النفع، من سورة غافر إلى الناس، قبل أن يُضاف إليه من يس إلى غافر، بعد أن قُرِّرت السنة السادسة في المعاهد العلمية التي هي الثالثة الثانوية، فقد كانت المعاهد العلمية مبنيَّة على خمس سنوات من سورة غافر، فلما أُضيفتْ سادسةً أُضيف من (تفسير الجلالين) من يس إلى غافر، وعلى كل حال يُستفاد من هذا التفسير على اختصاره، فهو مختصر جدًّا، من أخصر التفاسير التي وُجدتْ على كتاب الله -جل وعلا-.