القيلولة هي: النوم في وسط النهار عند الزوال وما يُقاربه، وكانت عادة العرب أنها قبل الزوال، ولكن لو فعلها بعد الزوال آتتْ ثمرتها؛ لأنها يُستعان بها على قضاء الحوائج في آخر النهار، وفي (صحيح البخاري) من حديث سهل بن سعد –رضي الله عنه- قال: "ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة" [6248]، معروف أن النوم قبل الجمعة لا شك أنه يَحرم المسلم من التبكير إليها، وحينئذٍ لا يتيسَّر لهم النوم قبل الزوال، فيقيلون بعده، مما يدل على أن القيلولة الأصل فيها قبل الزوال، وإذا أُخِّرتْ بعد الزوال لعارضٍ أو طارئٍ أو لعدم تمكنٍ من النوم قبل الزوال فلا مانع من ذلك -إن شاء الله تعالى-.
وفي (مغني المحتاج) للشربيني يقول: (يُسن للمتهجِّد القيلولة، وهو النوم قبل الزوال، وهي بمنزلة السحور للصائم)، يعني يستعين بها؛ لأن العادة عندهم أنه لا نوم بعد صلاة الصبح، وأحيانًا يكون الوقت طويلًا كالصيف، فيحتاج إلى قسطٍ من الراحة في منتصف النهار، فيستعين بها على ما بقي من نهاره، ويُجمُّ بها بدنه، وأيضًا تُعينه على القيام، والله أعلم.