في الحديث الصحيح النبي –عليه الصلاة والسلام- يقول: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها» [البخاري: 597 / ومسلم: 684]، والترتيب في الفوائت واجب عند أهل العلم، ولا يسقط حينئذٍ إلا بنسيانه أو بخشيةِ فواتِ وقتِ اختيارِ الحاضرة، فإذا قام من نومه وقد فاتته صلاة العصر والمغرب وسمع الناس يُصلون العشاء، فقام إلى الصلاة ناسيًّا أنه قد فاته شيء ودخل معهم في صلاة العشاء فهذا إذا صلى العشاء يُصلي العصر، ثم المغرب على الترتيب، وحينئذٍ صلاته للعشاء صحيحة ولو قُدِّمتْ على العصر والمغرب؛ لأنه نسي الترتيب، وحينئذٍ لا يلزمه إعادة صلاة العشاء، لكن إذا قام من نومه وهو ذاكرٌ لما فاته فيجب عليه أن يُصلي الصلوات مُرتَّبة، كما فعل النبي –عليه الصلاة والسلام- في غزوة الأحزاب لما فاتته الصلوات قضاها مرتبةً.
وعلى هذا لا يدخل مع الإمام في الصلاة حتى يُصلي العصر والمغرب، ثم يدخل مع الإمام إن أدرك شيئًا، ولو دخل مع الإمام في العشاء بنية العصر فلا بأس؛ لأن الصورة واحدة، فلا يضر مع اختلاف النية –إن شاء الله-.