إذا قطع القراءة وطال الفصل فإنه حينئذٍ يُعيد الاستعاذة، أما إذا كان الفاصل قصيرًا بأن سلَّم أو سُلِّم عليه بمجرد: (السلام عليكم ورحمة الله)، أو بقوله: (وعليكم السلام) فإن هذا لا يقطع التتابع ولا يحتاج إلى استعاذة من جديد، والنووي -رحمه الله- في كتابه (التبيان في آداب حملة القرآن) -وهذا الكتاب مما ينبغي أن يُعتنى به من قِبِل طلاب العلم- يقول: (فصلٌ: إذا كان يقرأ ماشيًا فمرَّ على قومٍ يُستحب أن يقطع القراءة ويُسلِّم عليهم، ثم يرجع إلى القراءة، ولو أعاد التعوُّذ كان حسنًا، ولو كان يقرأ جالسًا فمرَّ عليه غيره فقد قال الإمام أبو الحسن الواحدي: الأولى ترك السلام على القارئ؛ لاشتغاله بالتلاوة، قال: فإن سلَّم عليه إنسانٌ كفاه الردُّ بالإشارة، فإن أراد الردَّ باللفظ ردَّه، ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة)، إذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يُسلَّم عليه وهو يصلي ويردُّ السلام بالإشارة [أبو داود: 925 - 927]؛ لأن المصلي ممنوع من الكلام، فالذي يقرأ القرآن ينبغي أن يردَّ بالأصل، بقوله: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)، وليس كالمصلي ممنوع من الكلام، فإنه يردُّ باللفظ، بخلاف المصلي فإنه يردُّ بالإشارة، والله أعلم.
Question
هل يُعيد قارئ القرآن الاستعاذة بعد ردِّه السلام على مَن سلَّم عليه، أم يُكمل قراءته ولا يستعيذ؟
Answer