مِن حال السائل وقد مرض في مساء يوم النحر أنه وقف بعرفة، ولذلك لم يسأل عنها، وبات بمزدلفة، وانتقل إلى منى؛ لأنه لم يسأل عن هذا كله، فحاله أنه فعل ما يُفعل في هذه الأوقات، فإذا وقف بعرفة، وبات بالمزدلفة، وانتقل إلى منى فرمى ونَحَر وحلق وحصل له التحلل الأول، فإن كان مع ذلك طاف طواف الإفاضة وسعى للحج إن كان عليه سعي، فيكون حجه قد اكتملتْ أركانه، ولم يبقَ عليه في المدة التي دخل فيها المستشفى إلا المبيت بمنى، ورمي الجمار، والمبيتُ هو معذورٌ في تركه؛ لأنه مُكره ومُلجَأ، فهو جديرٌ بأن يُرخَّص له كما رُخِّص للرعاة والسقاة، وأما الرمي فقد تركه وفات محله، فيلزمه في مقابله هدي؛ لأنه ترك نسكًا، فيذبح عن جميع الأيام هديًا واحدًا، وحينئذٍ يكون تمَّ حجُّه، وإذا رجع ووادَع؛ لأنه ما نُقل إلى جدة بحيث ينوي قطع الحج، لقلنا: لا ينفعه الرجوع، وإنما هو ينتظر الشفاء ويرجع، وعلى كل حال يلزمه هدي؛ لترك الرمي، وإن كان نيته قطع الحج والذهاب إلى جدة ولن يرجع إلى مكة، فكذلك الوداع يلزمه بدله هدي؛ لأنه من واجبات الحج.
أما إذا كان لم يطف طواف الإفاضة فعليه أن يرجع ويطوف طواف الإفاضة، ولو تعدَّى أيام الحج؛ لأنه لا يفوت وقته، والله أعلم.