لا هدي أكمل من هديه -عليه الصلاة والسلام-، وما دام ثبت أنه يُسلَّم عليه وهو في الصلاة ويَردُّ بالإشارة [أبو داود: 925-927]، ولم يُنكر على من سلَّم، فهذا أكمل هدي، والاقتداء به -عليه الصلاة والسلام- هو الأصل وهو الأسوة وهو القدوة، فلا قولَ لأحدٍ مُعارِضًا لقوله -عليه الصلاة والسلام- كائنًا من كان.
فما دام يُسلَّم عليه ويردُّ السلام ولم ينكر على المسلِّم فيكون هذا سُنَّة، وعلى المسلِّم أيضًا أن يراعي إخوانه المصلين والقرَّاء فلا يشوِّش عليهم، فيجمع بين الحسنيين بقدر الإمكان، ولا يترك السلام؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- كما في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- عند مسلم قال: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» [54]، فليحرص المسلم على أن يُسلِّم على أخيه، وليبادر وليكن الأول الذي يبدأ بالسلام، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» [البخاري: 6077]، وبعض الناس يَحرم نفسه من هذه الخيريَّة بحجة أنه هو الأكبر، أو أن له الحق، أو كذا، لا يَحرم نفسه من البداءة بالسلام؛ ليكسب الخيريَّة، «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»، والله أعلم.