جاء في (المُسند) عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا تَغَوَّلَت لكم الغِيلان فبادروا بالأذان» [14277]، وهي نوع من الجن تتراءى للناس في الصحاري تُضلهم الطريق وتُخيفهم، فإذا رآها المسلم وأذَّن ذهبتْ هذه الشياطين وتفرقتْ، وتُسمى: الغيلان، وقد يُقال لها: السعالي، لكن الحديث جاء في الغيلان «تَغَوَّلَت الغِيلان»، وهي نوعٌ من الجن. ومقتضى قوله: «فبادروا بالأذان» أنه الأذان كاملًا.
ولا شك أن الشيطان يفرُّ من الأذان، فإذا أذَّن المؤذن للصلاة أدبر الشيطان وله ضُراط، فإذا فرغ من الأذان عاد، فإذا ثُوِّب للصلاة أدبر، فإذا انتهى التثويب -الذي هو الإقامة- رجع ليوسوس إلى الناس [البخاري: 608].
وعلى كل حال الأذان يطرد الشياطين، فإذا أحس الإنسان بأن هناك نوعًا مما يُخيفه من الشياطين، فإنه يُؤذِّن ويتفرَّقون كما في حديث أحمد، والله أعلم.