من أقدم الشروح لـ(سنن أبي داود) شرح أبي سليمان الخطابي المُسمَّى (معالم السنن)، وهو على اختصاره من أنفع الشروح، وهو شرح متين مؤصَّل يستفيد منه طالب العلم على اختصاره، فالخطابي إمام في الحديث وإمام في اللغة، فصار شرحه بهذه المثابة لإمامة مؤلفه، والذي يظهر بالنسبة للشروح الموجودة المتداولة أنه أول مَن شرح (السنن). وللإمام ابن القيم تهذيب لـ(سنن أبي داود)، وهو أشبه بالعلل والكلام على المتون والأسانيد، وهو من أعظم ما كُتب على (سنن أبي داود) في هذا الجانب. ومن الشروح الكاملة الموجودة المطبوع أخيرًا شرح ابن رسلان على (سنن أبي داود)، وهو شرح مطوَّل جدًّا وطُبع محقَّقًا. وكذلك شرح السيوطي، واسمه (مرقاة الصعود)، وقد طُبع أيضًا، وله مختصر اسمه (درجات مرقاة الصعود)، في مجلد واحد، وهو مختصر جدًّا كالألغاز، ولكن فائدته قليلة. وهناك شرح اسمه (عون المعبود في شرح سنن أبي داود) لشمس الحق العظيم آبادي، وفيه نفع عظيم؛ لأنه من أهل الحديث، ويتبع في الترجيح ما يدل عليه الحديث، بخلاف (بذل المجهود)، فإنه شرح فيه طول، وفيه نقول، ولكنه على مذهب قومه، وهم الحنفية، ولا يهمه أن يعارض الحديثَ أو يتَّفق مع الحديث، فإذا خالف الحديث تأوَّل الحديث، ولكن (عون المعبود) أفضل منه. وهناك شرح اسمه (المنهل العذب المورود)، للشيخ محمود خطاب السبكي المصري، وهو متأخر، ولكنه رتَّبه على الفنون كصنيع العيني في (عمدة القاري)، ومات -رحمه الله- ولم يتمَّه، وشرع في إكماله ابنه أمين، وكذلك تُوفِّي قبل إتمامه، وهناك شروح كثيرة جدًّا، لكن هذه أهمها، والله أعلم.
Question
ما أفضل شروح (سنن أبي داود) كاملًا؟ وما أفضل الطبعات لذلك الشرح؟
Answer