إذا كان الراكب في مثل القطار والطائرة ونحوهما لا يتمكَّن من الصلاة على وجهها، فلا بُد أن يأتي بها مع الإخلال ببعض أركانها، فإنه إن كان يسوغ له الجمع وتيسَّر له أن يصلي الصلاتين في أول وقتهما قبل أن يركب، أو حين يصل إلى مكانه وهو في وقت الثانية ولو في آخره، فصلاته جمعًا في مثل هاتين الصورتين تقديمًا أو تأخيرًا أفضل من الصلاة التي فيها هذا الخلل، فإذا أمكنه أن يأتي بها بأركانها كاملة فليفعل ذلك ولو جمع بين الصلاتين تقديمًا أو تأخيرًا.
وإذا لم يتمكَّن من ذلك وخشي من فوات الوقت فإنه يُصلي على حسب حاله، فإذا كانوا مسافرين ساغ لهم الجمع ولو كانت صلاتهم فيها نوع خللٍ مثل هذا، وعليهم أن يصلوا حسب الطاقة قائمين أو جالسين، وإذا لم يستطيعوا الركوع أو السجود أومأوا بذلك على أن يجعلوا السجود أخفض من الركوع؛ لقول الله –جلَّ وعلا-: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]، والله اعلم.