الاسم الأعظم جاء فيه أحاديث، وجاء على وجوهٍ متعدِّدة، والحكمة في إخفائه بهذه الطريقة وعدم بيانه في نصٍّ واحد -؛ لأنه اسم، ومقتضى الاسم أن يكون واحدًا-، ولكن جاءت فيه أحاديث متعدِّدة كما جاءت أحاديث متعدِّدة في ليلة القدر، وهي ليلة واحدة، وجاءت أحاديث في ساعة الجمعة، ولم يُنص عليها بعينها، وهي ساعة معلومة، من أجل أن يَجتهد المسلم فيصلي الليالي التي يُرجى فيها ليلة القدر، ولا يعتمد على ليلة واحدة، ويَجتهد في ساعات الجمعة، ولا يقتصر على ساعة واحدة لو عُيِّنتْ، مع أنه جاء تعيينها في أحاديث، لكنها ليست على وجه واحد، ومثل ذلك الاسم الأعظم؛ ليجتهد في أسماء الله -جل علا- علَّه أن يُصيب هذا الاسم الأعظم، والله -جل علا- يقول: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]، يعني: بجميعها، وفي (سنن أبي داود) عن أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163]، وفاتحة سورة آل عمران: {الم . اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 1 - 2]»، وهذا الحديث في (سنن أبي داود) [1496] بإسناد حسن، وصحَّحه الترمذي، وفي (سنن أبي داود) أيضًا عن أنس -رضي الله عنه- أنه كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالسًا، ورجل يصلي، ثم دعا: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى» [1495]، وهذا الحديث صحَّحه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي، وفي (سنن أبي داود) أيضًا عن عبد الله بن بريدة عن أبيه -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمع رجلًا يقول: اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد. فقال: «لقد سألتَ الله بالاسم الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب» [1493]، وأيضًا هذا صحَّحه ابن حبان والحاكم، وإسناده جيد، وفي (سنن ابن ماجه) عن عبد الله بن العلاء عن القاسم قال: "اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب في سور ثلاث: البقرة، وآل عمران، وطه» [3856]، وهذه السور كلها ذُكر فيها (الحي القيوم)، في آية الكرسي، وفي صدر سورة آل عمران، وفي قوله -جل علا- في سورة طه: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه: 111]، فهذا الحديث يدل على أن (الحي القيوم) هو الاسم الأعظم، أو مما جاء في الاسم الأعظم، والله أعلم.
Question
ما اسم الله الأعظم الذي يُستجاب دعاء من دعا ربَّه به، بحسب ما ورد في الحديث الصحيح، حيث أُريد أن أدعو به في صلاتي وخارجها؟
Answer