(جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله) للإمام الحافظ -حافظ المغرب- ابن عبد البر أبي عمر النمري صاحب (التمهيد) و(الاستذكار)، هذا الكتاب من أفضل ما يُقرأ في آداب طالب العلم، وفيه من النصوص ما يُحفِّز الطالب على الاهتمام بالعلم والعناية به والحرص عليه وتصحيح النية فيه، فالكتاب في غاية الأهمية لطالب العلم أعني: (جامع بيان العلم وفضله)، والإمام ابن عبد البر حافظ المغرب معروفٌ مشهور، وفضله مستفيض بين أهل العلم، تُوفِّي سنة ثلاث وستين وأربعمائة، في السنة التي توفي فيها حافظ المشرق الخطيب البغدادي، كلاهما في سنةٍ واحدة.
ولكن هذا الكتاب يغفل عنه كثيرٌ من طلاب العلم، وهم بأمس الحاجة إليه في آداب طالب العلم، وفي بيان فضل العلم الذي يفقده كثيرٌ من طلبة العلم الذين يشكون من ضعف الهمة في طلب العلم، ولو أداموا النظر في مثل هذا الكتاب وفي النصوص الواردة في فضل العلم ما ضعُفت الهمم، بل مثل هذه الكتب تشحذ الهمم.
وهذا الكتاب له مختصر (مختصر جامع بيان العلم وفضله) لشخص بيروتي قديم نسيتُه الآن، وهو مطبوعٌ قديمًا مما يقرب من تسعين سنة، والمختصر طُبع قبل الأصل؛ لأن الأصل إنما طُبِع في المطبعة المنيرية في جزأين، وهما في مجلدٍ واحد غالبًا؛ لأنهما صغيران، والطبعة المنيرية فيها شيء من السَّقط، وطُبِع مُحقَّقًا في دار ابن الجوزي، وهذه أكمل من المنيرية، والمنيرية عند طلبة العلم أنفس وأمتن.
وطُبِع معه -أعني: الطبعة المنيرية- كتاب لابن رجب في شرح حديث «ما ذئبان جائعان» [الترمذي: 2376]، وهذا الكتاب أيضًا على صِغر حجمه يستفيد منه طالب العلم فيما يحتاج إليه قلبه من ترقيق وغيره. والكتب في هذا الباب كثيرة جدًّا.