وما الأفضل أيضًا بين الأذان والإقامة؟
القرآن أفضل الأذكار وخير الكلام، وفضله –كما جاء في الأثر- على سائر الكلام «كفضل الله على خلقه» [الترمذي: 2926]، فهذا أمرٌ معروف ومقطوعٌ به، هذا من حيث الجملة. والتنوُّع في العبادات من مقاصد الشرع، فمثل هذا يحرص على قراءة القرآن، ويُكثر منها، ويُنوِّع أحيانًا، لا سيما إذا دبَّ إليه شيء من الملل وأراد أن يُريح عينيه إذا كان يقرأ من المصحف، فاستغَل الوقت الباقي في التسبيح، والتحميد، والتهليل، كله خير، لكن يبقى أن هذه الأذكار في مواضعها أفضل من القرآن، فالتسبيح في الركوع والسجود أفضل من قراءة القرآن، بل جاء النهي عن قراءة القرآن في حال الركوع والسجود، وقُل مثل هذا في الدعاء بين السجدتين، وقل مثل هذا في مواضع الأذكار الأخرى التي جاء النص بها، هذه في مواضعها أفضل من قراءة القرآن، ويبقى الباقي على الأصل، وأن قراءة القرآن أفضل من غيره، وأن مَن قرأ القرآن فكأنما خاطب الرحمن.
هو الكتابُ الذي مَنْ قامَ يَقرؤُهُ |
|
كأنَّما خاطبَ الرحمنَ بالكَلمِ |
وعلى كل حال المراد بقراءة القرآن: قراءته على الوجه المأمور به بالتدبُّر والترتيل؛ ليؤدي الثمرة التي تترتَّب على قراءة القرآن، لا سيما وأنه في إحياء القلب، والطمأنينة، وزيادة اليقين لا يُوجد لهذا علاج مثل قراءة القرآن بالتدبُّر والترتيل.
فَتدبَّرِ القُرآنَ إن رُمتَ الهُدى |
|
فالعِلمُ تحتَ تَدبُّر القُرآنِ |
(ما الأفضل أيضًا بين الأذان والإقامة؟)، يُنوِّع: يدعو؛ لأن الدعاء مُستجاب في هذا الوقت، ويُصلي الراتبة إذا كان هناك راتبة قبلية، ويستغل باقي الوقت في القراءة، والله المستعان.