الذي لم يأتِ به نصٌّ لا يجوز وصفهم به إلا بتوقيف، نعم من حيث اللفظ فالمفرد (ملك)، وهو مذكَّر، ولذلك يقال: الملك واحدُ الملائكة، فهو مذكَّر من حيث اللفظ، وأنكر الله -جل وعلا- وصفهم بكونهم إناثًا، وشدَّد النكير على المشركين الذين وصفوهم بأنهم إناث.
ومن الأوصاف التي لم يَرد بها نصٌّ، وقد تكون من مقتضى تكليفهم بما كُلفوا به: وصفهم بكونهم عقلاء، وبعضهم يقول: إنه لم يَرد وصفهم بكونهم عقلاء، فنحن لا نصفهم بالعقل، وأن العقل مناسب لهذا الخلق الضعيف من بني آدم، فلا يوصفون بما وصف به هذا الخلق الضعيف، وهذا كلام ذكره بعض المعاصرين، ورُدَّ عليه، وهناك رسالة اسمها: (تنبيه النبلاء إلى قول فلان -لا داعي لذكر اسمه- أن الملائكة غير عقلاء)، وإذا قابلنا العاقل بغيره، فغيره هو الذي لا عقل له، والذي لا يعقل مجنون، ويُربأ بهم عن هذا الوصف، لكن على الإنسان ألَّا يثبت ولا ينفي إلا بنص؛ لأن هذه أمور غيبية، متوقِّفة على السمع.