على كل حال هناك ما يسمى بعلوم الآلة، والأصل في العلم: علم الوحيين الكتاب والسنة، لكن لما بُعد العهد واختلطت الثقافات -على ما يقولون- بعد الفتوح وانتشار الإسلام، أصاب الإدراك عند المسلمين لوْثة، وصار فهْمُ النصوص يحتاج إلى وسائل، وإلَّا فالأصل أن الكتاب والسنة بلغة العرب التي يفهمها العربي من غير مراجعة دواوين ولا معاجم ولا غيرها، لكنهم لما اختلطوا بغيرهم، وتأثَّروا بغيرهم، وتلوثتْ أفكارهم ببعض الاصطلاحات والعلوم الوافدة، احتاجوا إلى ما يعينهم على فهم نصوص الوحيين، وهذا يُسمَّى عند أهل العلم بمبادئ العلوم، أو علوم الآلة، فنحتاج في فهم الكتاب والسنة إلى علوم أخرى، كعلوم العربية بجميع فروعها العشرة المذكورة عند أهل العلم، وبسطها يحتاج إلى وقت، ونحتاج أيضًا إلى كتب أصول العلوم مثل: علوم القرآن، وعلوم الحديث، وأصول الفقه، وغيرها، وأيضًا كل علم من هذه العلوم له كتبه المرتَّبة عند أهله حسب طبقات المتعلمين، فالمبتدئون لهم كتب تناسبهم في جميع هذه الفنون، والمتوسِّطون لهم كتب تناسبهم، والمنتهون المتقدِّمون كذلك. وبسط هذا يحتاج إلى وقت، وهو مسجَّل في مناسبات كثيرة.
Question
لكل علم من العلوم مفاتيح يحتاجها من أراد تعلُّم هذه العلوم.
Answer