الكتاب طُبع قديمًا بمصر طبعة مناسبة للطباعة في ذلك الوقت، وعلى نسخة واحدة، وفيها بعض الخلل، وإن كانت هي الأصل في الباب.
ثم طُبع الكتاب عن تلك الطبعة مرة ثانية في مجلد كبير، بتصحيح بعض الأخطاء في الطبعة الأولى، من غير رجوع إلى مخطوطات، فصارت أمثل قليلًا، وخُرِّجتْ فيها بعض الأحاديث، فهي طبعة مناسبة جدًّا.
ثم طُبع بعد ذلك أكثر من طبعة، منها: تحقيق محمد علَّوش، وعادل الهدبا، وهذه طبعة اقتنيتُها منذ صدورها قبل ثلاث سنوات أو سنتين وشيء، لكن ما تيسَّر لي النظر فيها، وأعرف أن فيها تخريجًا، وفيها عناية يسيرة، وفيها رجوعًا أيضًا إلى مخطوط أو أكثر من مخطوط، على حسب ما أذكر.
وإنما نظرتُ في الطبعة الأخيرة التي هي بتحقيق وشرح عبد المنان عبد اللطيف المدني، وفحصتُها، وهي طبعة طيِّبة جدًّا، وإلى الآن ما وقفتُ على مثلها، رجع فيها إلى بعض المخطوطات، وعُني بتصحيح الألفاظ من المصادر، وخرَّج تخريجًا خفيفًا جدًّا، وشرح بعض الألفاظ الغامضة، فهي طبعة مناسبة.
فعلى كل حال: الآن إحدى هاتين الطبعتين مناسبة.
والكتاب الذي مثل هذا المتن، الذي يُراد حفظه، وتُراد دراسته، ليس بكثير عليه أن يَجمع الطالب جميع الطبعات، ويوازن بين هذه الطبعات في كلِّ نص، فليس بكثير أن يُراجع الطالبُ الحديثَ في هذه الطبعات كلها.