شرح كشف الشبهات (1)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فنبدأ في هذه الليلة المباركة في شرح كتابٍ في غاية الأهمية للطالِب الموحِّد والمسلم المحقِّق لاسيما في هذا الظرف الذي نعيشه الذي كثرت فيه الشُّبَه وعمَّت وانتشرت حتى وصلت إلى قعر بيوت عوامِّ المسلمين مع الأسف الشديد من خلال وسائل الإعلام وأقواها انتشارًا هذه القنوات التي تَبُثُّ السموم ولا يُحْجَب عنها شيء ولم ينجُ منها إلا من سلَّمَه الله ونجَّاه وهم قِلَّة فالكثرة الكاثرة مع الأسف الشديد تساهلوا وتهاونوا في إدخال هذه الوسائل وفيها من نشر الشُّبَه والسموم.. ونفث السموم في البيوت حتى سمعنا بعض العوام الذين هم في الأصل على الفطرة لم يقرؤوا لم يكتبوا ولا قرؤوا ما خُطَّ في الكتب كما قال الحريري المقصود أن هذا أمر لا يخفى ولذا تأكَّد في حق أهل العلم وطلابه أن يهتموا بمثل هذا الكتاب وأن يعتنوا بكتب الإمام المجدد رحمه الله تعالى بدءًا من الأصول الثلاثة التي أدركنا الناس وهم يلقنونها العوام في المساجد ومع الأسف أننا من عقود انقرضت هذه السُّنَّة التي هي من أوجب الواجبات على المكلَّف معرفة الأصول الثلاثة وهي التي يُسأَل عنها المسلم في قبره فإذا لم يتعلمها المسلم ولم يتقنها ويحققها فإنه على خطر عظيم ألا يجيب إذا سئل في قبره من ربك وما دينك ومن نبيك بعض الناس يقولها تقليدًا لا يعرف معناها ولا يعمل بمقتضاها ويُخشى أن يكون ممن يقول هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون فقلت نسأل الله العافية فعلينا أن نعنى بهذه الكتب وهذه الأصول وهذه القواعد والضوابط التي يبني عليها طالب العلم ما يحصله من علم مستقبلاً والتوحيد يعني يُعنى طالب العلم بالأصول الثلاثة أولاً ثم القواعد الأربع ثم كتاب التوحيد ثم هذا الكتاب كشف الشبهات وفيه من الشبه التي أزالها وكشفها الإمام المجدد بضع عشرة شبهة وهذا الكتاب كان محل عناية فائقة من أهل العلم وهو من أوائل ما طُبِع ضمن مجموعة التوحيد حيث طُبِع في الهند منذ ما يزيد على مائة وعشرين عامًا ثم كان أوَّل ما عُنِيَ به الملك عبد العزيز بعد ما دخل مكة أن أمر بطبع مجموعة التوحيد وفيها كشف الشبهات من أوائل ما أمر بطبعه بل بل يمكن أن يقال أنه أول ما أمر بطبعه في مكة المكرمة في مطبعة أم القرى ثم بعد ذلك طبعه.. أمر بطبعه الملك عبد العزيز في مطبعة المنار وتولاه الشيخ محمد رشيد رضا ضمن مجموعة التوحيد أيضًا وتتابع الطبعات مجموعة التوحيد وفي ضمنها هذا الكتاب البالغ الأهمية ثم طُبِعَ مفردًا بتحقيق مجموعة من أهل العلم منها بتحقيق الشيخ حامد الفقي وبتحقيق محمد منير الدمشقي في المطبعة المنيرية منذ سبعين عامًا أو أكثر ومازالت العناية بهذا الكتاب في تحقيقه وطبعه وفي شرحه والتعليق عليه شرحه جمع من أهل العلم شرحه الشيخ محمد بن إبراهيم المفتي الأسبق وشرحه أيضًا الشيخ عبد العزيز بن باز وشرحه الشيخ محمد بن عثيمين والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد الرحمن البراك وجمع من أهل العلم ومن أطول ما رأيته من الشروح مع أني لم أقرأ فيه لأن الوقت يضيق شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ يعني فيما يزيد على أربعمائة صفحة والكتاب لا شك أنه مبني على كتاب التوحيد يجدر بطالب العلم أن يقرأ كتاب التوحيد ويفهم كتاب التوحيد من خلال الشروح المطبوعة والمسجلة ثم بعد ذلك يقرأ هذه الشبه التي تورَد على ذلك الكتاب على كتاب التوحيد والكشف الذي عنون به الإمام المجدد لهذا الكتاب الأصل فيه رفع رفع الغطاء عن المغطَّى فإذا كان الغطاء على الإناء فرفع هذا الغطاء يسمى كشف والشبهات جمع شبهة وهي ما يشتبه على عموم الناس أو عامة الناس بالحق كما قرر ذلك شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى هذه الشبهات إذا ألقيت على العامة اشتبهت بالحق لأن مع مَن يروِّجها أدلة لكنها أدلة كما هي العادة والشأن عند أهل الأهواء أنهم يأخذون من الأدلة المتشابه المتشابه ويتركون المحكم هذه الشبهات التي أوردها الإمام المجدد هي على نوع من التوحيد وهو توحيد العبادة توحيد العبادة وهو الذي أولاه الشيخ محمد بن عبد الوهاب جل اهتمامه لأنه هو الذي فيه الخلاف بين الرسل ومن أرسلوا إليهم وأما توحيد الربوبية معلوم أنهم يقرون به ويعترفون كما سيأتي في كلام الشيخ رحمه الله فإذا كانوا يقرون بتوحيد الربوبية الأمر الذي يقر به ويعترف به لا يحتاج  إلى إثبات ولا يحتاج إلى عناء في تقريره وإثباته الذي يحتاج إلى تعب ومعاناة هو الذي تكون فيه الخصومة وينكر من قِبل الخصم على كل حال هذا الكتاب مثل ما قررنا يجب على طالب العلم الاعتناء به وأن يقرر ويدرس في المدارس النظامية وفي المساجد وفي حلق التعليم وأن يولى عناية فائقة لاسيما وأن الفِطَر بدأت تتغير وأن بعض الناس قد اجتالتهم الشياطين من شياطين الإنس والجن هؤلاء الذين يبثون السموم وقلت إنها وصلت إلى أعماق البيوت وتأثر بها بعض العامة.

يقول الإمام المجدد رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم، اعلم رحمك الله.." بسم الله الرحمن الرحيم بدأ الإمام رحمه الله هذه الرسالة بالبسملة بسم الله الرحمن الرحيم اقتداء بالقرآن الكريم واقتفاء لسنة سيد المرسلين فالقرآن مبدوء ببسم الله الرحمن الرحيم والرسول -عليه الصلاة والسلام- يبتدئ كتبه ورسائله بالبسملة فأول الكتب رسالته رسالته وكتابه إلى هرقل عظيم الروم في أوائل الصحيح مبدوء ببسم الله الرحمن الرحيم وفي الحديث وإن كان مضعَّف أو فيه ضعف عند أهل العلم «كل أمر ذي بال لا يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر» وأقوى منه «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله بحمد الله فهو أبتر أو أقطع» على كل حال الجمع بينهما حسن الجمع بينهما حسن كما جاء في أول القرآن حيث بدأ بالبسملة والحمدلة والأحاديث التي مفادها أن البداءة بالبسملة والحمدلة وأن من لا ما لا يُبدَأ فيها فهو أبتر أو أقطع حكم عليه بعض أهل العلم بالضعف بجميع ألفاظه وطرقه ولا يعني أن البداءة بالبسملة والحمدلة غير مشروعة البداءة بالبسملة في القرآن وأي شيء أعظم من القرآن؟! وفي سنة سيد الأنام البسملة مبدوءة بالكتاب بالكتاب وكذلك الحمدلة بالكتاب والبسملة مبدوءة بكتبه -عليه الصلاة والسلام- والحمدلة مبدوءة بخطبه -عليه الصلاة والسلام- ثم يأتي من يأتي ممن يتأثر ببعض ما يسمع ممن لا علم عنده يسمع من يضعِّف البداءة بالبسملة والحمدلة في الحديث المرفوع ويغفل عن البداءة بها عمليًّا في الكتاب والسنة ويقول كانت الكتب التقليدية تُبدَأ ببسم الله والحمد لله لأنه سمع أن الشيخ الألباني ضعف الحديث بجميع طرقه وألفاظه إلى هذا الحد تكون الغفلة؟! ماذا حصَّل هذا من العلم وقد خفي عليه أول صفحة في كتاب الله كانت الكتب التقليدية تُبدَأ ببسم الله والحمد لله نظيره من سمع من يقول في سجوده اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني لما سلَّم قال له أتظن أنك في ليلة القدر؟! طيب ما تقال إلا ليلة القدر هذه؟! يمكن بعض الناس يصير فهمه سطحي ليس عنده علم راسخ أو فهم صحيح سمع آخر يقول رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي قال هل بلغت الأربعين؟! ينكر عليه! هذا دعاء مطلوب لكل إنسان أن يقوله لكن إذا بلغ الأربعين فما زاد يتعيَّن في حقه مثل هذا وإذا وصل إلى الستين فقد أعذر الله لامرئ بلَّغه الستين لكن لا يعني أن من دون ذلك لا يقول مثل هذه الأدعية الشرعية المنصوصة في الكتاب والسنة لكنه الجهل بسم الله الرحمن الرحيم أظن أننا لسنا بحاجة إلى أن نشرح البسملة لأنها مشروحة في بداية كل فن وفي كل كتاب ومعروفة الجار والمجرور كما يقول أهل العلم متعلق بمحذوف تقديره أؤلف مستعينًا بسم الله الرحمن الرحيم والله اسم الجلالة علَم عليه لا يطلَق على غيره وهو أعرف المعارف على الإطلاق هذا هو المقرَّر عند أهل العلم وإن كان بعضهم يقول الضمير أعرف المعارف لكن الصحيح أن لفظ الجلالة أعرف المعارف ورئي سيبويه في المنام فقيل له ماذا فعل الله بك فقال أدخلَني الجنة فقيل له بِمَ؟ قال بقولي الله أعرف المعارف ويختلف أهل العلم في العربية هل لفظ الجلالة الله مُشْتَقّ أو جامد بعضهم يقول أنه جامد إذ لا يوجَد لفظ قبله يُشْتَقّ منه ومنهم من يقول أنه مشتق بمعنى أنه على صيغة المشتقات وأن لهذا اللفظ مادَّة التي هي المصدر فالمصدر أصل المشتقات كلها على كل حال هذا مبسوط في موضعه وقرَّرْناه في مناسبات كثيرة فلا نطيل بذكره ثم بعد ذلك الرحمن الرحيم الرحمن اسم مختص به جل وعلا والرحيم مشترك كما يقال على الله جل وعلا الرحيم كما هنا يقال على النبي -عليه الصلاة والسلام- {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} [سورة الأحزاب:43] فهو مشترك لا يُمنع من التسمية به وكذلك العزيز {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ} [سورة يوسف:51] وهكذا لأن من الأسماء ما فيه منه ما هو خاص بالله جل وعلى ومنه ما هو مشترك بينه وبين خلقه ولا تضير التسمية به مثل الرحيم.

يقول رحمه الله تعالى "اعلم رحمك الله" هذا للتنبيه اعلم رحمك الله المؤلف رحمه الله يشد انتباه القارئ ويرغبه بإحضار قلبه وفهمه ويأمره بالعلم "اعلم" واعلم فعل أمر من العلم الذي هو ضد الجهل الذي هو ضد الجهل والعلم في اصطلاحهم ما لا يحتمل النقيض بمعنى أنه مطابِق للواقع مائة بالمائة ويقابله الجهل الذي هو مخالِف للواقع فإن كان صاحبه يزعم أنه يعلم وهو جاهل فهذا هو الجهل المركَّب وإن كان لا يزعم ذلك فهذا هو الجهل البسيط وبعد العلم والجهل الظن الذي هو الاحتمال الراجح والوهم الذي هو الاحتمال المرجوح والشك الذي هو الاحتمال المساوي على حد سواء والعلم عند أهل العلم منه الضروري ومنه النظري والضروري كما قال أهل العلم في علوم الحديث وأصول الفقه ما لا يحتاج إلى نظر ولا استدلال ما لا يحتاج إلى نظر ولا استدلال يعني أي واحد تقول له ما نصف الاثنين يقول لك واحد سواء كان متعلم أو غير متعلم نصف العشرة خمسة حتى العجائز وكبار السن وكل يدرك أن نصف العشرة خمسة لكن إذا قلت له بأعداد تحتاج إلى حساب ونظر إما بآلة أو بيد على الطريقة المعروفة هذا علم يصير نظر يحتاج  إلى نظر واستدلال إذا قيل أن السماء فوقنا والأرض تحتنا هذا كل يعرف هذا لكن هناك من العلوم التي ثبتت بأدلة قطعية ونتائجها لا تحتمل النقيض تحتاج إلى نظر واستدلال فإذا قيل ألف وثلاثمائة وواحد وثمانين سبعها كم؟ تحتاج إلى نظر إما تحتاج إلى آلة والا ورقة وقلم تخطط حتى تعرف فرق بين أن تقول كم نصف العشرة أو تقول هذا الرقم الذي.. فضلاً عن الأرقام المطولة والمعقدة فيها كسور وما كسور المقصود أن هذا تقسيم العلم عند أهل العلم منه ما يحتاج إلى نظر واستدلال ويسمونه الضروري يصدّق به بل يلتزمه الإنسان من أوِّل سماعه ويقر به ويعترف مباشرة ما يحتاج إلى أن يتردد في قبوله ومنه ما يحتاج إلى نظر واستدلال مثل بعض الأحكام المتفق عليها والتي جاءت بها النصوص القطعية لكنها تخفى على العامة تخفى على العامة، "رحمك الله" المؤلف قد يقول رحمك الله كما هنا وكما في أول الأصول الثلاثة وقد يقول أرشدك الله كما في مقدمة القواعد الأربع أرشدك الله فهو يدعو لطالب العلم رحمه الله رحمة واسعة "اعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة" التوحيد عند أهل العلم أعم من أن يكون توحيد الألوهية الذي يقرره الشيخ ويدفع عنه هذه الشبهات ويكشفها الشيخ هنا اعتنى بتوحيد العبادة وعرَّف التوحيد الذي يريد أن يكشف الشبهات عنه وإلا فالتوحيد أنواع توحيد الربوبية توحيد الألوهية الذي هنا توحيد الأسماء والصفات هذا التعريف خاص بتوحيد الألوهية إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة لأنه هو الذي بصدد الحديث عنه وإلا فالشيخ كغيره يقرر أن توحيد الربوبية توحيد الألوهية توحيد الأسماء والصفات هذه أمور يعني مقررة وثابتة في قلوب المتعلمين "إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وهو دين الرسل" إفراد الله بحيث لا يصرف شيء من أنواع العبادة إلا له جل وعلا سبحانه وتعالى بالعبادة.

"وهو دين الرسل الذي أرسلهم الله به إلى عباده" دين الرسل الذي أرسله الله أرسله الله أرسلهم الله بهم إلى عباده كل واحد من الأنبياء أن اعبدوا الله {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً} [سورة الأعراف:59] {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً} [سورة الأعراف:65] {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً} [سورة الأعراف:73] {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً} [سورة الأعراف:85] كلهم يقولون أن اعبدوا الله كلهم يقررون كلهم يقررون إخلاص العبادة وإفراد العبادة لله جل وعلا ويدعون إلى ذلك طيب ما دعوا إلى توحيد الربوبية توحيد الربوبية متقرر في نفوس العباد وكلهم جاءت الأسئلة في القرآن عن من خلق؟ من خلق السموات والأرض؟ من هو خالق.. كلهم يقرون بأنه الله جل وعلا ولم ينكره أحد إلا ما يذكر عن فرعون إلا ما جاء عن فرعون أنه ادعى الربوبية في الظاهر وإلا في قرارة نفسه جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم وسيأتي هذا كله مفصَّل في كلام الشيخ رحمه الله "فأولهم نوح عليه السلام" أوّل الرسل نوح وهذا لا إشكال فيه وقد جاء في حديث الشفاعة أن الناس يأتون إلى نوح ويقولون أنت أول رسول من رسل الله أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض فهذا متفق عليه أن أول الرسل نوح "أرسله الله إلى قومه لما غَلَوا في الصالحين ودٍ وسواعٍ ويغوثٍ ويعوق" عندكم ضبط ود وسواع ويغوث؟

طالب: ............

بالفتح والا..؟

طالب: ............

وَدٍّ لأنها بدل من الصالحين بدل من الصالحين لكن الإشكال أن طبعة الشيخ محمد منير الدمشقي بالنصب "وَدًّا وسُواعًا ويغوثَ ويعوق" وأظنه في طبعات أخرى.

طالب: ............

ما علينا.. كسرتين تحت الشدة؟ المقصود أن ودٍّ وما عطف عليه بدل من الصالحين وهو مجرور وبدل المجرور مجرور وبعض الطبعات رأيتها ودًّا كما هنا وغيرها من الطبعات "ودًّا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا" على الحكاية على ما جاء في القرآن على ما جاء في كتاب الله هؤلاء قوم صالحين من قوم نوح كما في صحيح البخاري عن ابن عباس أن هؤلاء أسماء رجال صالحين لما ماتوا جاءهم الشيطان وقال لو وضعتم له تماثيل لو وضعتم له تماثيل وصُوَر تتذكرون عبادتهم وحالهم وأوضاعهم فتقلدونهم فتعبدون الله جل وعلا هذا يحثكم على العبادة يعني جاء نظيره في أن الرجل الصالح إذا رئي الرجل الصالح الذي إذا رئي ذُكِرَ الله لكنه ما يريد ما يكتفي بهذا يريد تدرج وضعوا تماثيل في مجالسهم وصاروا يعبدون الله إذا رأوهم يتشجعون ويعبدون فلما انقرض ذلك الجيل ونُسِي العلم عُبِدَت جاءهم الشيطان قال إن أسلافكم ما وضعوها إلا ليعبدوها ما وضعوها إلا ليعبدوها وش الفايدة أجل من وضعها؟ "وآخر الرسل محمد -صلى الله عليه وسلم- محمد -صلى الله عليه وسلم-" وهو خاتم الأنبياء والمرسلين ولا نبيَّ بعده وهذا أمر مجمع عليه ومتفق عليه وكل من ادعى النبوة ممن أخبر به النبي -عليه الصلاة والسلام- من الثلاثين الكذابين الدجالين جاء وصفهم بأنهم كذابون دجالون فلا نبي بعده -عليه الصلاة والسلام- ويُذكَر في كتب التواريخ والأدب عدد من ادعوا النبوة ويُذكَر مع قصصهم وأخبارهم طرائف مضحكة ويضحك منها السفهاء فضلاً عن العقلاء لكن الإجماع يعني النصوص القطعية في الكتاب والسنة تدل على أنه لا نبيَّ بعده يعني مما ذُكِر في طرائف المتنبئين جيء للرشيد بشخص قال له من أنت؟ قال أنا موسى بن عمران أنا موسى بن عمران قال هذه العصا التي بيدك هي التي تنقلب حية؟ قال نعم قال ألقها يا موسى قال ما ألقيها حتى تقول أنا ربكم الأعلى ما لها أثر حتى تقول أنا ربكم الأعلى شوف الشيطان كيف يدرِّس أتباعه الحُجَج ويلقنهم لكن الباطل مكشوف ولله الحمد وآخر الرسل محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي كسَّر صور هؤلاء الصالحين لما دخل مكة في الفتح وجد داخل البيت وحوالي البيت ثلاثمائة وستين صنمًا فكسَّرها -عليه الصلاة والسلام- وهو يتلو {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} [سورة الإسراء:81] "أرسله الله إلى أناس يتعبدون يعني مشركي قريش يتعبدون ويحجون ويتصدَّقون" جاءت الأدلة بأنهم يحجون ولذلك استُنكِر على النبي -عليه الصلاة والسلام- وقوفه مع الناس بعرفة وهو من الحُمْس وقومه كانوا لا يخرجون من حدود الحرم فيقفون بالمزدلفة ما يقفون مع الناس بعرفة هذا يدل على أنهم يحجون والنبي -عليه الصلاة والسلام- حج قبل حجة الإسلام كما في حديث جبير بن مطعم لما أضل جمله أضله فذهب يبحث عنه فوجد النبي -عليه الصلاة والسلام- واقف مع الناس بعرفة قال كيف يقف مع الناس وهو من الحُمْس؟! هذا قبل أن يسلم جبير بن مطعم "يتعبدون ويحجون ويتصدَّقون ويذكرون الله كثيرًا" لأنهم يقرون بأنه هو الخالق وهو الرازق ويعترفون له بالفضل والنعمة فهم يدعونه ويذكرونه يدعونه متى في الشدائد وأما في السعة والرخاء كما سيأتي يدعون غيره وهذا هو الذي أحبط أعمالهم وجعلهم من أعداء الرسل وجاءت وجاء النبي -عليه الصلاة والسلام- بدعوتهم وقتالهم حتى يقولوا لا إله إلا الله «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله» طيب هؤلاء الذين يقولون لا إله إلا الله وهذا استعجال وإلا سيأتي في كلام الشيخ ما يفصل يطوف على قبره ويقول لا إله إلا الله لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- أرسل إلى قوم لهم عقول ولهم آراء ولهم أفهام لما قال لهم قولوا لا إله إلا الله أبَو ورفضوا أجعل الآلهة إلهًا واحدًا؟! لكن تجده يطوف على قبر ويقول لا إله إلا الله تجده يعلق التمائم وأحيانًا يرتكب الكفر البواح وهو يقول لا إله إلا الله هذا كما سيأتي في كلام الشيخ أن أبا جهل وأبا لهب وأبا طالب أعرف منه بالتوحيد أعرف منه بلا إله إلا الله وهو يزعم أنه مسلم "ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرًا ولكنهم يجعلون بعض المخلوقين وسائط بينهم وبين الله عز وجل" يجعلونهم وسائط ويزعمون أنهم يقربونهم إلى الله {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [سورة الزمر:3] ما يأتون إلى هذه الوسائط ويجعلونها همهم ومعبودهم الأصلي معبودهم الذي يدينون له ويعترفون له بالخلق والرزق هو الله جل وعلا في توحيد الربوبية لكن أشركوا معه هؤلاء الذين يجعلونهم بينه وبين بينهم وبين الله وسائط "يقولون نريد التقرب إلى الله تعالى ونريد شفاعتهم عند الله {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [سورة الزمر:3]" لكن مع هذا الشرك الأكبر تنفعهم شفاعة الشافعين؟! الشفاعة لها شروط هل تنطبق هذه الشروط عليهم كما زعموا؟! سيأتي في كلام الشيخ أن الشفاعة لها شروط ويذكرها وسيشرحها "ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى ومريم وأناس غيرهم من الصالحين" يعني في بداية الأمر هؤلاء الذين تُطلَب شفاعتهم قوم صالحون لكن استرسل الشيطان مع هؤلاء الخلق إلى أن طلبوا الشفاعة وتبركوا وتوسلوا وقربوا إلى أناس ليسوا من أهل الصلاح بل من أهل الفجور نسأل الله العافية قرأت في تاريخ من تواريخ سينا فيه رسم لمقبرتين أولاهما مقبرة الأولياء الصالحين والثانية مقبرة الأولياء الشياطين يعني وصل الأمر بعقول البشر إلى هذا الحد كيف تتقرب إلى الله جل وعلا بشخص فاجر؟! حتى أنه ممن يوجد من الأولياء في كثير من الأقطار من وصل به الحد إلى أن لم يترك شيء من الفواحش إلا ارتكبه ولا يأتمر بأي مأمور بحجة أنه وصل وسقطت عنه التكاليف متى تسقط التكاليف عن المكلَّف؟ كُلِّف ثم سقطت عنه التكاليف متى؟ إذا جُنّ إذا زال عقله وهؤلاء يقولون خلاص وصل إلى الولاية المطلقة وصار لا يُؤمَر بمأمور ولا ينزجر عن محظور ابن بطوطة في رحلته يقرِّر هذا النوع بكل وضوح وجلاء ويزاوله نسأل الله العافية رحلته التي زادت على ثلاث وعشرين سنة ما يترك قبر ولا يترك أثر ولا يترك مشهد ولا يترك شيء إلا يزوره ويفعل معه ما يفعله هؤلاء المشركون نسأل الله العافية يقول إنه مر بشيخ فأعطاه جُبَّتَه قال أنا أعرف أنك في قرارتك أو في مستقبلك أو في طريقك تحتاج إلى هذه الجبة فأعطاه الجبة ولبسها ثم انتقل إلى بلد آخر فقال دخل على ولي الذي يزعمونه ولي وقال له هذه جبة فلان وتعجب من وهل تعجب من كونه يعرف أنك ستحتاج كيف تعجب وهو الذي يدبِّر الكون نسأل الله العافية نسأل الله السلامة والعافية كيف وصل الحد بأمة محمد خير أمة أخرجت للناس إلى هذا الحد؟! الشرك الأكبر واحد سمعته في إحدى القنوات، القنوات المحافظة يعني القنوات المحافظة ممن يأتون ببعض الغلاة من المبتدعة من الرافضة وغيرهم ليُطْلِعوا الناسَ على فساد عقائدهم ونفعت في تنفير الناس من هذه الطوائف يقول إن عنده عهد من من الحسين من أبي عبد الله ألا يسمع أحدٌ كلامه إلا بكى يقول عندي عهد من أبي عبد الله ألا يسمع كلامي أحد إلا بكى يقول فبالحسين يقسم بالحسين نسأل الله العافية والسلامة فبالحسين أن لو نزل الجبَّار لَبَكَّيْتُه نسأل الله العافية وأي كفر أعظم من هذا نسأل الله العافية أي كفر وأي شرك أعظم من هذا؟! نسأل الله العافية نسأل الله السلامة ويقول الآخر يا أبا عبد الله يطوف بالبيت يا أبا عبد الله جئنا بيتك وقصدنا حرمك نرجو مغفرتك نسأل الله العافية "فبعث الله تعالى محمدًا -صلى الله عليه وسلم- يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم" دين أبيهم إبراهيم الحنيفية التوحيد الخالص ومع ذلك يخاف على نفسه دين إبراهيم {أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} [سورة النحل:123] ومع ذلك إبراهيم الذي أُمر النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- باتباعه يخاف على نفسه {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} [سورة إبراهيم:35] يقول إبراهيم التيمي من يأمن البلاء بعدك يا إبراهيم؟ "ويخبرهم أن هذا التقرب والاعتقاد" يخبرهم أن هذا التقرب والاعتقاد محض حق الله تعالى أن هذا التقرب والاعتقاد "محض حق الله تعالى لا يصلح منه شيء لغيره لا يصلح منه شيء لغيره لا لملَك مقرَّب ولا نبي مرسَل فضلاً عن غيرهما" من الأولياء الشياطين على ما ادعوا كيف تجتمع ولاية مع شيطنة؟ نعم هناك أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لكن لا يكونون أولياء شياطين هناك كتاب لشيخ الإسلام اسمه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان الشيطان له له أولياء {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة يونس:62] وفي المقابل أولياء الشيطان الذين يتولونهم لكن يكونون أولياء وشياطين في الوقت نفسه ما يجتمع فضلاً عن غيرهما "وإلا فهؤلاء المشركون الذين قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرُّون أن الله هو الخالق الرازق وحده لا شريك له" وسوف يسوق الأدلة الشيخ المجدد رحمه الله "يقرون أن الله هو الخالق وحده لا شريك الرازق وحده لا شريك له وأنه لا يرزق إلا هو ولا يحيي ولا يميت إلا هو ولا يدبِّر الأمر إلا هو" ويزعم الغلاة من المتصوِّفة وغيرهم الذين يعتقدون في الأولياء أن أن معبوديهم يدبِّرُون الكَوْن وأوَّل من زعم ذلك الرافضة في علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه وهم الذين حرَّقهم رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

فأحرقهم هؤلاء الذين ألَّهوا علي رضي الله عنه "ولا يدبر الأمر إلا هو أن جميع السموات السبع ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيهن كلهم عبيده عبيده وتحت تصرُّفه وقهره" قال "فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء المشركين فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشهدون بهذا" يشهدون بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبِّر يشهدون بهذا هل تريد دليل على هذا؟ يقول فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء المشركين الذين بُعِث إليهم النبي -عليه الصلاة والسلام- وأُمِرَ أن يقاتلهم حتى يقولوا لا إله إلا الله يشهدون بهذا "فاقرأ قوله تعالى {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ} [سورة يونس:31]" هذا السؤال جوابه {فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} [سورة يونس:31] هؤلاء المشركون كيف جوابهم؟ اعترفوا بأن الله هو فاعل هذه الأشياء وأنها منه وإليه ثم بعد ذلك أنكر عليهم أُمر بالإنكار عليهم {فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [سورة يونس:31] استفهام إنكاري يعني إذا كنتم تقرون بأن الله جل وعلا هو الذي خلقكم ورزقكم وهو الذي يملك السموات السبع والأرضون ومن فيهن ويخرج الحي من الميت إلى آخر ما ذكر في الآية يعترفون {فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} [سورة يونس:31] هل يستطيع أحد أن يقول إنهم ما قالوا؟! والله جل وعلا يقول فسيقولون الله {فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [سورة يونس:31] أفلا تتقون الله جل وعلا الذي يفعل هذه الأشياء؟ خلقكم ورزقكم وأسبغ عليكم النعم فقل أفلا تتقون الله فتفردونه بالعبادة ولا تصرفون شيئًا من خصائصه لغيره "وقوله تعالى {قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [سورة المؤمنون:84-85]" هذا أيضًا إنكار عليهم مادام اعترفوا وأقروا بأنه بأنها لله جل وعلا قل لهم يا محمد أفلا تذكرون؟! يعني هل من مدّكر؟! أين العقول؟! لو أن شخصًا من الناس أسدى إليك معروفًا ولو بكلمة طيبة مال قلبك إليه جبلت النفوس على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها الله جل وعلا خلقهم ورزقهم وأسبغ عليهم النعم ثم بعد ذلك يعبدون غيره "{أَفَلا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [سورة المؤمنون:85-86]" قل من رب قل لمن؟ سيقولون لله، هذا ماشي "{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} [سورة المؤمنون:86-87]" يعني الأصل في الجواب أن يكون سيقولون الله لكن لله المراد بذلك الربوبية الربوبية المفهومة من قوله قل من رب السموات؟ فسيقولون الربوبية التي فهمناها من قوله قل من رب السموات السبع لله قل أفلا تتقون "{قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة المؤمنون:88]" {قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} [سورة المؤمنون:88] وعباد القبور والمشاهد يقولون أن هذا صاحب هذا المشهد وهذا القبر هو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو الذي يصرِّف الأحوال ويصرِّف الكَوْن يصرِّحون بهذا هذا ما هو بسر في كتبهم مطبوع! ومن الروافض من يقول إن علي حي ومازال في السحاب يصرِّف الكون نسأل الله السلامة والعافية "{قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}" [سورة المؤمنون:88-89] وغير ذلك من الآيات" هذه أدلة ساقها الإمام المجدد المؤلف رحمه الله تعالى ليُبَيِّن فيه أن المشركين الذين بُعِث فيهم النبي -عليه الصلاة والسلام- مقرون بتوحيد الربوبية والخلاف بينهم وبينه -عليه الصلاة والسلام- في توحيد الألوهية والإشكال مع المتكلمين مع عبَّاد القبور والمشاهد في توحيد الألوهية لأنهم يكتفون بتوحيد الربوبية ومن يعتني بعلم الكلام تجد كل بحوثه ومؤلفاته ودروسه وما يقرؤه من كتب كلها في تقرير توحيد الربوبية وإثبات الصانع وتقرير الأسماء والصفات على طريقتهم في نفيها لأنها تلتزم مشابهة المخلوق كل بحوثهم في التوحيد تدور حول هذا ولذلك انتشرت عندهم الشركيات ولا أحد يُنكِر لأنهم لا عناية لهم بتوحيد الألوهية في كثير من الأقطار الإسلامية انتشر الشرك لماذا؟ وفيه علماء لأن هؤلاء العلماء لم يعتنوا.. ولم يعنوا بتوحيد الألوهية وإنما عنايتهم بتقرير توحيد الربوبية وإثبات الصانع وهذا ثابت عند المشركين من احتاج إلى إثباتهم إذا وجد طائفة ملحدة أو زنادقة لا يعترفون بوجود الرب جل وعلا انبرى العالِم لإثباته لهم لكن يكون الهمّ فيما يُختلَف فيه لا فيما يُتَّفَق عليه والمشاهِد والأضرحة عمَّت في بلاد المسلمين وقلَّ أن يوجَد مسجد من مساجدهم إلا فيما ندر من مَن سَلِم وخلا من قبر وظاهرة وأبنية شاهقة يقولون في كشمير ضريح من أكبر الأضرحة أنا قرأته في إحدى الرحلات يقولون من أكبر الأضرحة ومُصَوَّر قالوا يسمُّوْنه ضريح الشَّعْرة ضريح الشَّعْرة  الشعْرَة لمن؟

طالب: ............

لا، ما هي للنبي -عليه الصلاة والسلام- يقولون إنها شعرة من شعر عبد القادر الجيلاني وهذا الضريح تحته أنهار تجري ويُتَبَرَّك بهذا الماء وبالغبار الذي يجتمع حوله وأمور أمور شركيات عظائم الأمور كلها موجودة في هذه حول هذه الأضرحة وانظر ما يحدث في كربلاء وغيرها من مما تحوي المشاهد كم زوَّار سمعت في بعض القنوات يقول يقول زار قبر الحسين عشرين مليون أو ما أدري إيش؟ والبدوي يزوره سنويًا سبعة ملايين فتنة! يقول "فإذا تحققت أنهم مقرُّون بهذا وأنه لم يُدْخِلْهم في التوحيد وأنه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت إليه الرسل الذي دعت إليه الرسل ودعاهم إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" فيه كتاب اسمه المشاهِد المباركة أو المشرَّفة لأحمد بن الصدِّيْق الغُمَارِي وتساءل في مقدمة هذا الكتاب هل الأبنية على القبور سنة متَّبَعة من سلف الأمة إلى آخر الزمان إلى يومنا هذا وأنها موجودة في جميع أقطار المسلمين هل هي سنة متَّبَعة أو أنها بدعة شركيَّة كما يزعمه القَرْنِيُّوْن؟ القَرْنِيُّوْن مَن هم؟ أتباع هذه الدعوة المباركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه ينبزهم بأنهم قرنيون نسبة إلى نجد قرن الشيطان وقرَّر في الكتاب كلِّه أن هذه المشاهد سنة ومتبعة ويرد بقوة على مَن ينكرها يعني إذا كان إبراهيم خاف على نفسه يعني فما موقف المسلم يعني الإنسان يتأمَّل ويتدبَّر أين عقول هؤلاء؟! كما ذُكِر عن عمر رضي الله عنه قال أين عقولنا لما كنا نعبد تمرة فإذا جعنا أكلناها؟! قال «أخذها باريها» فالإنسان عليه أن يلهج دائمًا بالدعاء أن يثبِّتَه الله تعالى على هذا التوحيد وأن يميته على الإسلام والنبي -عليه الصلاة والسلام- الذي غُفِر له ما تقدم من ذنبه وجاءت النصوص بأنه أول من يستفتح باب الجنة وأول من يدخل الجنة أكثر يكثر من قوله «يا مقلِّب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك» فلا نغفل عن هذا "فإذا تحقَّقت أنهم مقرُّون بهذا وأنه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت إليه الرسل ودعاهم إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد" وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه توحيد الألوهية توحيد الألوهية الذي قاتلهم النبي -عليه الصلاة والسلام- من أجله الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد هم على حد زعمهم أنهم يعتقدون في الشيخ الفلاني وفي الولي الفلاني وفي الضريح الفلاني يعتقدون أنه ينفعهم وأنه ويقربون إليه ويدعونه من دون الله يسمونه اعتقاد بمعنى أنهم وقعوا فيما وقع فيه المشركون الأوائل ويسمونه اعتقاد هذه التسمية الاعتقاد الأصل في الاعتقاد أنه الاعتقاد اليقيني الجازم بأن الله جل وعلا ويثبَت له جميع ما يثبت له من ربوبية وألوهية وأسماء وصفات وغيرها لكن اعتقادهم في غير الله جل وعلا هم يعتقدون في فلان من الناس النصارى اعتقدوا في عيسى وأمه والغلاة اعتقدوا بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وأنزلوا في غير منزلته فوق منزلته بمنزلة الله جل وعلا وما تركوا لله شيء كما في البردة البردة المديح التي سارت في الأمة سريان الهشيم سريان النار في الهشيم فيها الشرك الأكبر فمن جودك الدنيا..

وش بقي لله جل وعلا؟!

ما ترك شيء لله! اعتقد في النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الاعتقاد والنصارى اعتقدوا في المسيح وأمِّه وأصحاب الطرق الصوفية يعتقدون في أوليائهم ومعبوديهم من دون الله جل وعلا يسمونه "الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلاً ونهارًا منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل ليشفعوا لهم أو يدعو رجلاً صالحًا" مثل اللات أو نبيًا مثل عيسى اللات كما جاء في حديث عن ابن عباس وغيرهم أنه كان رجل صالح يَلُتُّ السَّوِيْق السمن ويطعمه الحجاج فلما مات عكفوا على قبره وكان موجود بالطائف يعني ما هو ببعيد اللات "أو نبيًا مثل عيسى" منهم من قال عيسى هو الله ومنهم من قال ابن الله ومنهم من قال ثالث ثلاثة "وعرفتَ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحْدَه" وعرفتَ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاتلهم على هذا الشرك نعم الغزوات بين الرسول -عليه الصلاة والسلام- وبين المشركين وأيضًا من بعد الرسول -عليه الصلاة والسلام- الفتوح في عهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم من أجل إيش؟ من أجل حطام الدنيا وأن يستعبدوا الناس لا والله إنما من أجل هداية الناس إلى هذا التوحيد "وعرفت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص إلى إخلاص العبادة لله وحده كما قال تعالى {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [سورة الجن:18] "  "وقال {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} [سورة الرعد:14]" تقديم الجار والمجرور يدل على الاختصاص حصر له ليست لغيره مثل إياك نعبد ولا نعبد غيرك فتقديم المعمول يدل على الحصر "{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ} [سورة الرعد:14]" ليل نهار لو عمرك كله أفنيته لو أن.. هم أفنوا أعمارهم في دعاء هذه الأضرحة هل أجابهم بشيء قد يكون من باب الفتنة لبعضهم أن يسمع كلام يرد عليه هذا من زيادة الفتنة يرد عليه ويكون في ذلك شيطان وإلا فمن في داخل هذا القبر يعني يدفع عن نفسه طُمِر وغُمِر في التراب وأكلته الأرض فكيف من ينفع من يدعوه؟ لو فيه نفع لنفع نفسه "{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ} [سورة الرعد:14] وتحققت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاتلهم ليكون الدعاء كله لله والنذر كله لله والذبح كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع أنواع العبادة كلها لله" الدعاء كله لله الدعاء عبادة مُخُّ العبادة فلا يجوز صرفه لغير الله جل وعلا قد تنادي شخص تقول له يا فلان تطلب منه شيء يستطيعه أعطني كذا هذا أمره سهل لأنه يقدر عليه أما أن تدعوه وتطلب منه وتستغيث به في شيء لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا هذا هو الشرك، الذبح كله لله الذبح كله لله والذبح إذا كان القصد به التعظيم فصرفه للمخلوق شرك أكبر وإذا كان القصد به الإكرام وذُكِرَ عليه اسم الله فمشروع مطلوب شرعًا «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» إذا كان للإكرام لا للتعظيم ونفرق بين هذا وهذا والاستغاثة كلها بالله يعني الاستغاثة فيما لا يقدر عليه المخلوق أما ما يقدر عليه المخلوق فاستغاثه الذي من شيعته يقدر على على على نفعه وحينئذٍ سيق في القرآن من غير إنكار إلا من جهة أنه قتل نفس لا تستحق القتل وندم على ذلك "والاستغاثة كلها بالله وجميع أنواع العبادة كلها لله وعرفتَ أن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام وعرفت أن إقرارهم في توحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام" لأنهم كانوا مقرين كانوا مقرين بتوحيد الربوبية قبل أن يبعث إليهم النبي -عليه الصلاة والسلام- وبعد أن بُعِثَ إليهم -عليه الصلاة والسلام- كما تقدم في قوله جل وعلا {سَيَقُولُونَ اللَّهُ} [سورة يونس:31] {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} [سورة المؤمنون:85] في الآيات المتقدمة وأن قصدهم الملائكة أو الأنبياء أو الأولياء يريدون شفاعتهم والتقرب إلى الله بذلك فهم يعبدون الله لكنهم يجعلون هؤلاء وسائط يقربونهم إلى الله إلى الله بذلك "هو الذي أحل دماءهم وأموالهم عرفت حينئذٍ التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأبى عن الإقرار به المشركون" وعرفت التوحيد الذي دعت  إليه الرسل وهو توحيد الألوهية وأبى عن الإقرار به المشركون لما قيل لهم قولوا لا إله إلا الله وهم يفهمون معنى لا إله إلا الله وأنه لا معبود حق إلا الله جل وعلا ومقتضى ذلك أن تُنْفَى الألوهية عن معبوديهم رفضوا واستنكروا {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [سورة ص:5].

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.