لا شك أن مصطلح" الفكر الإسلامي" أو"المفكر الإسلامي" اصطلاح حادث، وإن كان المراد بالمفكر يعني من تميز بالفهم للنصوص فهذا موجود في أئمة الإسلام قاطبة، فلا يختص به شخص دون شخص، فمن وصل من العلماء إلى درجة أن يقال له: عالم فهو مفكر، بمعنى أنه يفهم، ولا فهم بدون فكر ونظر وروية وفهم، والله المستعان، لكنه اصطلاح حادث، يعني الاصطلاحات كلما قربت من الاستعمال العلمي المعروف عند أهل العلم كانت أصح، وإذا تعارف الناس على أن هذا المفكر فغيره ماذا يسمى؟ يعني هل المفكر يقابله العالم؟ وهل هذا يستند إلى دقة فهمه وذاك يستند إلى النصوص دون فهم؟ هذا الكلام لا قيمة له.
وكما قال: انتشرت مقولة الفكر الإسلامي، والمفكر الإسلامي ، ونعرف من خلال تنزيل كلامهم على الواقع على من يطلقون هذا، يعني شخص اشتهر بسبر الواقع مع أن عنده شيء من العلم الشرعي، نظر إلى الواقع وتوسع في هذا النظر مع أن لديه شيء من العلم الشرعي، هذا هو المفكر، يعني عموماً من ينظر ويتفكر في الواقع، في واقع الناس عموماً، لكن إن كان عنده شيء من العلم الشرعي فيكون مفكرًا إسلاميًّا، لا سيما إذا كان يذب عن الإسلام، ويذود عنه، ويدافع عنه، وإن كان لا علاقة له بالعلم الشرعي سمي مفكرًا فحسب، وعلى كل حال إن كان المراد بالفكر هو الفهم، فالعلماء كلهم مفكرون.