عقوق الوالدين وقطيعة الرحم من عظائم الأمور، وجاء فيها من النصوص من الكتاب والسنة ما يجعل الإنسان على وَجَلٍ عظيم إذا رأى عاقًّا؛ فكيف إذا عقَّ بنفسه، وقد جاء في بعض الأخبار «إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم» [الأدب المفرد: 63]، والقاطع معروف أنه في الأقارب، والعقوق فيما هو أخص وهو الوالدان، فإذا كانت الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم فكيف بمن قطع؟! فكيف بمن عقَّ والديه؟! وهذه الجريمة العظيمة في حق الوالدين: أقرب الناس إليه، وأعظم الناس حقًّا عليه بعد الله -جل وعلا- كيف يستطيع أن يواجه سبب وجوده في هذه الحياة بهذه المعاملة؟! كيف يستطيع أن يواجه أمه التي حملته وتعبت عليه، وتحمّلت المشاق والمصاعب في حمله ووضعه وإرضاعه وتنشئته، وكذلك أبوه الذي حَمَل من أعبائه حتى شَبَّ عن طوقه، ثم رأى أنه قد استغنى عنهما بوظيفة وزوجة وبيت مستقل، وصار له أولاد؟! هل يليق بعاقل -فضلا عن متدين- أن يصنع مثل هذا الفعل وهذه القطيعة بمن أسدى إليه أعظم المعروف بعد الله -جل وعلا-، لا شك أن هذا ممسوخ الفطرة، الذي يُفضِّل زوجتَه وأولاده على والديه، لا شك أن هذا على خطر عظيم من لعنة الله -جل وعلا- وغضبه عليه، نسأل الله السلامة والعافية.
Question
نرجو من فضيلة الشيخ نصيحة للأبناء الذين يُسيئون المعاملة مع والديهم، خصوصًا بعد زواج الابن وإنجاب الذرية، فينسى بعدها حق والديه ويفضل زوجته وأولاده على والديه، بل وينهرهما بحجة أنهما من الزمن القديم، فما هو توجيهكم حفظكم الله؟
Answer