هذا السائل يصلي الصلوات مع الجماعة، فنسأل الله لنا وله الثبات، إلا أنه لا يصلي الفجر مع الجماعة، ويعتذر بأنه لا يستطيع القيام لها؛ لأنه يتأخر في نومه فلا يستطيع القيام. نقول: يجب عليك ويتعيَّن عليك ويتأكَّد في حقك ألَّا تسهر، وأن تنام مبكرًا؛ لتقوم لصلاة الفجر كسائر الصلوات، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فإذا كان قيامُك لصلاة الفجر الواجبة لا يتم إلا بترك السهر، فإن ترك السهر بالنسبة لك واجب.
فعليك أن تنفي هذا المانع من القيام لصلاة الفجر، وأن تبذل السبب للقيام، مِن وجود مُنبِّه، أو أن تَكِل أمر الإيقاظ إلى أحدٍ يكون مستيقظًا في هذا الوقت، فتؤدِّي صلاة الفجر مع جماعة المسلمين. فعليك أن تتقي الله -جل وعلا- في هذه الصلاة التي نرجو أن تهتم بها، وتنفي الموانع من القيام لها، وتترك السهر، وتبذل الأسباب للقيام لها، وإلا فيُخشى عليك من أن يتناولك الحديث: «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا» [البخاري: 657/ ومسلم: 651].