معلوم أن المتمتع يُحرم بعمرة مستقلة كاملة الأركان، فإذا وصل إلى البيت طاف وسعى، ثم قصر من شَعره، ثم لبس ثيابه وحل الحِلَّ كلَّه، ثم يُحرم يوم التروية بالحج، ثم يخرج إلى مِنى ويصلي بها الصلوات الخمس إلى فجر يوم عرفة، ثم يدفع إلى عرفة، ويمكث فيها إلى غروب الشمس، ثم بعد ذلك ينزل إلى مزدلفة، ثم بعد ذلك إلى مِنى، ثم بعد أن يرمي الجمرة ويتحلل بالحلق بعد ذبح الهدي فإنه حينئذٍ يتحلل، فالتحلل الأول في الحج إذا فعل اثنين من ثلاثة، ثم يبقى عليه التحلل الثاني بإضافة الثالث الذي هو طواف الإفاضة، فإذا طاف الإفاضة وسعى سعي الحج فقد تم حجُّه وحلَّ له كل شيء.
والمقصود بالثلاثة في قولهم: يتحلل التحلل الأول بفعل اثنين من ثلاثة: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، والطواف مع السعي، أما الذبح فلا دخل له في التحلل عند أكثر أهل العلم، مع أنَّه ملاحظ عند التحلل في النصوص {وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة: 196]، فحلق الرأس مرتَّبٌ على بلوغ الهدي محله، فمن أهل العلم من يرى أن الذبح له دخل في التحلل، لكن الأكثر على أن التحلل يحصل بالثلاثة التي هي الرمي، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة.