إذا حصل طالب العلم على ضبط كلمة فليودعها سويداء قلبه، ولا يجعلها تمر مرورًا كأنها لوحات المحلات التي في الشوارع يقرأها وكأنها لا تعنيه، لا، بل يهتم بها، وهذا علم وأنت محتاج إلى العلوم المتكاملة، تصوّر طالبًا يبحث في فقه عالم من العلماء في رسالة دكتوراه، ولم يستطع أن يعرف اسم هذا العالم، سأل العلماء لم يجد حلًا، راجع الكتب لا فائدة، مصيبة أن تبحث في فقه عالم وتخطئ في اسمه، وهذا العالم حقيقة يستحق البحث، واسمه يدور في كتب الفقه كثيرًا، لكن كيف يجد النص على اسمه؟ حتى يصل إليه يحتاج إلى خبرة، وسعة اطلاع، وجرد المطولات، كما يحتاج إلى تقييد الفوائد، حتى إذا احتاجها وجدها، وحل هذا الإشكال الذي وقع فيه الطالب موجود في (شرح النووي على مسلم) قال: (وأما ابن أبي ليلى الفقيه المتكرر في كتب الفقه والذي له مذهب معروف فاسمه محمد وهو بن عبد الرحمن)، وانتهى الإشكال، فنحتاج إلى تقييد مثل هذه الأمور، والعناية بها؛ للاستفادة منها عند الحاجة إليها.