إذا قيل: هل في القرآن فاضل ومفضول؟، قلنا: نعم، في القرآن فاضل ومفضول، وإن كان المتكلم بالجميع هو الله –عز وجل-، لكن نظرًا لموضوع الكلام فإنه يتفاوت، فالآيات أو السور التي تتحدث عن الله -جل وعلا- أفضل من الآيات التي تتحدث عن الأحكام، والآيات التي تتحدث عن العقائد أفضل من الآيات التي تتحدث في الأحكام وهكذا، وفضلًا عن كون السورة تتحدث في قصة رجل كافر كـ{تَبَّتْ} [المسد: 1].
وقد جاء في فضل {قل هو الله أحد} [الإخلاص: 1]، أنها تعدِل ثلث القرآن، وجاء فضلٌ في آية الكرسي، وفضل في سورة الفاتحة، وغير ذلك من السور والآيات التي جاءت في فضلها نصوص، ولا يعني هذا تنقص بعض السور أو قلة الأجر في قراءتها، فسورة {تَبَّتْ} في كل حرف منها عشر حسنات كغيرها من السور، لكن لا تعدل ثلث القرآن مثل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
ويقال مثل هذا في التفضيل بين الأنبياء، يقول الله -جل وعلا-: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: 253]، والنبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تخيروني على موسى» [البخاري: 2411]، ويقول –صلى الله عليه وسلم-: «لا تخيروا بين الأنبياء» [البخاري: 2412]، ويقول –صلى الله عليه وسلم-:«لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى» [البخاري: 3395].
فمتى يُمنع التفضيل سواء كان في الآيات أو بين الرسل؟ نقول: إذا أدّى هذا التفضيل إلى تنقص المفضول فيُمنع، فلا يُفضَّل بين الآيات ولا تتنقص ولا يترك بعضها؛ لأن بعض الناس -لا سيما من بعض الفرق المبتدعة- لا يقرأ سورة {تَبَّتْ}؛ لأنها تتحدث في أبي لهب، وهو عم النبي –صلى الله عليه وسلم- ومن آل بيته، و«عم الرجل صنو أبيه» [مسلم: 983]، وهذا على زعمهم إهانة للنبي –صلى الله عليه وسلم-، نسأل الله السلامة والعافية، فإذا أدى هذا إلى التنقص فيُمنع التفضيل.