أهل البلاغة يقولون: يلزم ذكر الواو إذا أوقع الكلام في لبس، كما لو قيل لك: (تزورنا غدًا)، تقول: (لا ويرحمك الله)، هذه الواو لازمة؛ لأنك لو قلت: (لا يرحمك الله)، لكانت هذه نافية للرحمة، وهذا الكلام ملبس، وهذه لها قيمتها في علوم البلاغة، لكن ما يسميه علماء التجويد بالوقف اللازم يكفي عنها، فلو وقف على (لا)، ثم استأنف قال: (يرحمك الله)، فلا إشكال فيه، وفي حديث بيع الشحم: نهى النبي –صلى الله عليه وسلم- عن بيع الخمر والميتة والأصنام، فقيل له: «أرأيت شحوم الميتة فإنها تدهن بها الجلود، وتطلى بها السفن، ويستصبح بها الناس؟ فقال: لا، هو حرام» [البخاري: 2236]، فلم يأت بالواو، مع أن الكلام قد يوقع في لبس، فيصبح المعنى: (ليس هو حرام)، مع أنك إذا وقفت وقفًا لازمًا كما وقفت في قول الله –جلا وعلا-: {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} [يس: 76] زال الإشكال، والنصوص التي ليس فيها هذه الواو التي يشيرون إليها، ويرون أنه لا بد منها؛ لئلا يوقع الكلام في لبس، يحلها الوقف اللازم، ومثل هذا يدرك بالسياق.