الشروح على الكتب إما أن تكون موضوعية أو موضعية أو مزجية.
فالشرح الموضوعي: بأن يأتي الشارح إلى الموضوع عامةً ويتحدث عنه من خلال ما ذُكر فيه من النصوص، كأن يشرح كلامًا مختصرًا لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في (الواسطية) يشرحه بالنقول الواسعة من كلامه في كتبه المطولة، فيتحدث عن الموضوع جملةً ولا يحلل الألفاظ، وأقرب مثال لهذا كتاب: (الروضة الندية شرح الواسطية)، وكذلك شرح الشيخ ابن عيسى –رحمه لله- على (نونية ابن القيم) من هذا النوع، فهو يأتي إلى كلام ابن القيم في (النونية) وينقل ما يوافقه من مواضع أخرى من كلام ابن القيم، أو من كلام شيخه شيخ الإسلام -رحمهما الله تعالى-.
أما الشرح الموضعي: فهو ما يُصدِّره الشارح بقوله: قوله كذا، يأتي بجملة ثم يشرحها، شرحًا موضعيًا، وغالب الشرَّاح يصنعونه ويتداولونه، وإن كان اصطلاح بعض المتأخرين تسميتها بالحواشي وهي المبدوءة بالقولات، ومن أطول الشروح في الشرح الموضعي (فتح الباري)، فالحافظ يقول: قوله كذا، ثم يشرح.
أما الشرح المزجي: فهو أن يدمج الكتاب كاملًا ويدرجه في الشرح لفظة لفظة، ويسبكها معه، فيسبك كلام الأصل مع شرحه، ومن أمثلة ذلك (إرشاد الساري) فإنه لم يغادر من (صحيح البخاري) ولا كلمة بخلاف الشروح الأخرى الموضعية.