عرض أبو عبدالله بن ماجه –رحمه الله- كتابه (السنن) على أبي زرعة –رحمه الله- فنظر فيه وقال: (أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها) هذا إن صح عن أبي زرعة فإنما قاله من باب التشجيع لمؤلفه، فشخص قد تعب على خدمة السنة ينبغي أن يُشجَّع، وليس كفعل بعضهم اليوم؛ لما شرح أحدهم (المحرر) للمجد جاء وعرضه على أحد الشيوخ وقال: أريد رأيك في الكتاب، وفي تسمية الكتاب؟ فقال له الشيخ: اتركه عندي، فلما رجع إليه قال الشيخ: سمه (القول المكرر في شرح المحرر)، فمثل هذا القول قد يصدم الطالب، ويجعله لا يؤلف بعد ذلك شيئًا، لكن لو أرشده ووجهه إلى كيفية التصنيف، وحذف ما ينبغي حذفه، وإثبات ما ينبغي إثباته لكان أولى.